مع إقتراب إنتهاء عام ٢٠٢٣ جلس الزوج بمكتبه وأمسك بقلمه ، وكتب :
"في السنة الماضية ، أجريتُ عمليّة إزالة المرارة ، ولازمتُ الفراش عِدَّة شهور ، وبلغتُ الستِّين من العمر ؛ فتركتُ وظيفتي المهمَّة في دار النشر الَّتي ظللت أعمل بها ثلاثين عاماً ، وتوفِّي والدي ، ورسب إبني في بكالوريوس كليَّة الطبّ ؛ لتعطُّله عن الدراسة عدَّة شهور بسبب إصابته في حادث سيّارة ، وفي نهاية الصفحة كتب :
يا لها من "سنة سيِّئة للغاية !!"
ودخلت زوجته غرفة مكتبه ، ولاحظت شروده ، فإقتربت منه ، ومن فوق كتفه قرأت ما كتب..
فتركت الغرفة بهدوء ، من دون أن تقول شيئاً.. لكنَّها وبعد عدَّة دقائق عادت وقد أمسكت بيدها ورقة أخرى ، وضعتها بهدوء بجوار الورقة الَّتي سبق أن كتبها زوجها.. فتناول الزوج ورقة زوجته ، وقرأ فيها :
"في السنة الماضية.. شفيت من آلآم المرارة الَّتي عذَّبتك سنوات طويلة ، وبلغت الستِّين وأنت في تمام الصحَّة.. وستتفرّغ للكتابة والتأليف بعد أن تمّ التعاقد معك على نشر أكثر من كتاب مهمّ..
وعاش والدك حتّى بلغ الخامسة والثمانين من غير أن يسبِّب لأحد أي متاعب ، وتوفِّي في هدوء من غير أن يتألَّم.. ونجا إبنك من الموت في حادث السيَّارة وشُفِيَ بغير أيَّة عاهات أو مضاعفات.. ، وختمت الزوجة عبارتها قائلة :
"يا لها من سنة أكرمَنا الله بها وإنتهت بكل خير."
لاحظوا.. الأحداث نفسها لكن بنظرة مختلفة.. دائمًا أنظر إلى الجانب الإيجابي وليس الغير إيجابي ، وهذه هي المنطقيَّة من العلاج المعرفي الَّذي يبدِّل الأفكار الغير إيجابيَّة بأخرى إيجابية.