أراد رجل غني أن يعلِّم ولده الصغير درساً لا ينساه طوال حياته!
وفي المساء إجتمع الرجل مع ولده الَّذي لم يتخطّى الثانية عشرة من العمر وطلب منه أن يذهب إلى العمل في الصباح ويأتي له بالمال!!
فتعجَّب الولد وقال :
- ولكن يا أبي نحن أغنياء ولدينا الكثير من المال فلماذا أعمل !!!!
فصاح الوالد وقال :
- إفعل ما أقوله لك دون نقاش.
وفي الصباح ذهب الولد إلى حيث يتجمّع العمّال وسأل عن موعد العمل، وكم سيجني من هذا التعب، وما هو طبيعة العمل!!
فلم يعجبه ذلك.. فذهب للفور إلى أمّه حيث كانت في البيت لوحدها فتظاهر بالبكاء أمامها وقصّ عليها ما حدث فسألت الولد وكم ستجني مقابل اليوم !!
اجابها الولد :
- دينار واحد يا أمّي !!
فقالت : إنّ والدك يظنّ نفسه حكيماً.. ولكن لا تخاف سوف أعطيك الدينار ولا تذهب إلى العمل وإن سألك والدك قل له :
- لقد ذهبتُ إلى العمل.
وفي المساء إجتمع الصبي مع والده فسأله الوالد :
- هل ذهبتَ إلى العمل كما طلبتُ منك؟
قال الصبي في تردّد :
- نعم !
الوالد :
- وأين المال؟
الصبي :
- ها هو دينار يا أبي !!
فأخذه الرجل من الصبي وألقاه من النافذه في دهشة من الصبي ثمّ نظر إلى الصبي فوجده لم يهتمّ ولم يتأثَّر!
وفي اليوم الثاني ذهب الصبي إلى أمّه مرّة أخرى فمكث الصبي إلى آخر اليوم وأعطته الدينار وذهب إلى والده، فأخذه الرجل وألقاه مرَّة أخرى من النافذة ونظر إلى الصبي فلم يهتمّ أيضاً، ثمّ تكرّر الموقف ثلاثة أيّام وفي كلّ يوم يأخذ الرجل من الصبي الدينار ويلقي به من النافذة.
وفي اليوم الرابع ذهب الطفل إلى والدته فلم يجدها في البيت فحزن كثيراً وقرّر الذهاب إلى العمل، هذه المرّة من أجل إرضاء والده بالدينار .. وفي ذلك اليوم تعب الولد كثيراً وشعر بالإرهاق والذلّ وتحامل على نفسه حتّى إنتهى اليوم بفارغ الصبر وذهب إلى والده.
فسأله أبوه :
- أين الدينار؟
وكان يبدوا عليه علامات التعب والإرهاق.
فقال له :
- ها هو يا أبي تفضل!!
فأخذه الرجل وألقاه من النافذة كعادته ونظر إلى وجه الصبيّ ولكن هذه المرّة تأثّر الصبيّ ونزلت دموعه على خدّه دون أن يشعر وقال :
- لماذا يا أبي! فقد تحمَّلتُ التعب والذلّ والإهانة من صاحب العمل طوال اليوم؟
هنا فقط، إبتسم الرجل الحكيم وقال للصبيّ :
- لا يشعر بالمال إلّا من تعب من أجله.
قارئي العزيز :
تذكَّر دائماً أنَّ المال الَّذي يأتي دون تعب يذهب في أتفه الأمور دون أن تشعر.. فلابدَّ من أن تعمل بجهد، لأنَّه بعرق جبينك تأكل خبزك.