ما أصعب أن نتجنّب الشرّ يا إلهي، لو لم تسندنا نعمتك من علوّ أيّها الرحوم!
سأل الراهب أباه الناسك :
أبتي متى أبلغ إلى الكمال؟
فأجابه قائلاً :
إذهب إلى المدافن وأوسع الموتى شتماً وسباباً.
فتعجّب الراهب ولكنّه بأمر الطاعة ذهب وفعل ما طلب منه أبوه الروحيّ.
ولما عاد سأله : هل جاوبك الموتى؟؟
قال: لا! فهل الموتى يسمعون ويتكلَّمون؟
قال : إذن إذهب الآن وإمدحهم!
فعاد الراهب وفعل ما طلبه منه.
فلمَّا رجع سأله :
هل جاوبك الموتى؟؟
أجاب: لا يا أبتِ.
فقال له الناسك : عندما تصبح كهؤلاء لا يؤذيك كلام الأشرار من ذمّ وشتيمة أو لا ينفخك كلام الأخيار من مدح وإطراء، عندها يا بُنَي تكون قد بدأتَ بلوغ الكمال!
أعطني يا ربّ نعمةً من لدنك كي أتجنَّب شرور هذا العالم وألازم خيرك الأسمى لمجد إسمك القدّوس!
آميـــــــن!
/جيزل فرح طربيه/