كان القدّيس نكتاريوس أسقف المدن الخمس مثالاً للصبر وطول الأناة والتحمُّل، حمل صليبه بتسليم كامل وتبع الربّ إلى آخر نفس في حياته!
أثناء خدمته في مصر، تعرّض للإضطهاد ولفق بعض الأشرار والحاسدين إتِّهامات باطلة ضدّه وإتَّهموه بالخيانة، فحزن القدّيس حزناً شديداً وتوجَّه للمصلوب قائلاً : ماذا فعلت يا ربّ حتّى يضطهدوني بهذا القدر؟؟
فسمع صوت الربّ يجيبه : وأنا ما السوء الَّذي فعلته يا نكتاريوس، فضربوني وجلدوني وسمَّروني على الصَّليب حتّى الموت؟؟
عندها أحسَّ القدّيس بتعزية كبيرة وبسلام فائق الوصف وعرف أنَّه ليس أعظم من سيِّده، الَّذي سبق وقال :
«يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ، وَالْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدْ لَقَّبُوا رَبَّ الْبَيْتِ بَعْلَزَبُولَ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَهْلَ بَيْتِهِ! فَلاَ تَخَافُوهُمْ. لأَنْ لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ.»
(مت ١٠: ٢٥، ٢٦)
حقًّا !
أعطني يا ربّ أن أكون مثلك وديعاً ومتواضع القلب أيُّها الفادي، يا سيِّد السلام كشاة تساق إلى الذبح، لم تفتح فاك، حُبًّا بالأنام !
/جيزل فرح طربيه/