قدّست العالم كلّه بتجسُّدك وموتك وقيامتك!
وُلدتَ في مزود فقير فأغنيته، دست التراب فقدَّسته، دخلت نهر الأردن فطهَّرته، تنشَّقت نسيم الوادي فعطَّرته، تنفَّست الهواء العليل فنقَّيته، لمست الأبرص فشفيته، تحنَّنت على الخاطئ فأبرأته، رأيت الممسوس فخلَّصته، أطعمت الجائع فأشبعته، زرت الحزين وعزّيته، إلتقيت البائس فشدَّدته، وهبت من ليس له كرامة، كرامة السماويِّين!
إرتفعت على خشبة العار فغسلتها بدمائك الذكيَّة، سلَّمت حياتك عليها لتهبنا حياتك الإلهيّة، وطئت الموت بموتك لتخلِّصنا فصرخت البرايا كلّها :
«أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟»
(١ كو ١٥: ٥٥)
دخلت القبر المظلم فنوّرته بمجدك!
دخلت القبر مائتاً ففجَّرته بمحبَّتك !
دخلت القبر محمولاً فخرجت منه قائماً !
دخلت الموت منتصراً لتبطل الخوف من الموت وتهبنا بموتك الأبديّة !!
صعدت إلى السَّماء وما زلت تصنع كلّ شيء حتى أصعدتنا وأنعمت علينا بملكك الآتي !!
لذلك نحن عبيدك الخطأة التائبيننسجد لك ونسبِّحك ونشكرك أيّها الآب ونشكر إبنك الوحيد وروحك القدّوس، من الآن وإلى أبد الآبدين. آميـــــــن !
/جيزل فرح طربيه/