هكذا هي كلمة الله لأبناء الله، هي في بدايتها مولدة للمرارة لأنَّها تبدو في الشكل صعبة وهي تدعونا لنختار الحق على حساب مصالحنا أحياناً وعلاقتنا بالآخرين، فقول الحقيقة قد يكلِّفنا غالياً ويجعلنا مضطهدين ومكروهين عند أبناء هذا الدهر!
إلَّا أنَّها متى دخلت أحشاءنا وذهننا تصبح حلوة كالعسل ومولدة لنعم كثيرة وثماراً للروح القدس لأنَّها كلمة "حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ." (عب ٤: ١٢)
كلمات الربّ روح وحياة وهي كلمات حب كالقبلات، تغمرنا بغبطة سماويّة لا توصف!
لذلك تقول عروس النشيد لعريسها :
"لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ، لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ. لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ. اسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ، لِذلِكَ أَحَبَّتْكَ الْعَذَارَى."
(نش ١: ٢، ٣)
كلمتك مصباح لخطاي ونور لسبيلي، كما قال الرسول بطرس :
«يَارَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟و كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ، وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ».
(يو٦: ٦٨، ٦٩)
حقًّا !
/جيزل فرح طربيه/