عندما عملتُ كممرِّضة في قسم الأطفال، وقبلما كنتُ أصغي لصدور الصغار، كنتُ أضع السمّاعة في آذانهم وأدعوهم كي يسمعوا نبضات قلوبهم.
فكانت عيونهم دائماً ما تبرق بالرهبة.
لكنَّني لم أتلقَّ أيَّة إستجابة من ديفيد البالغ من العمر أربع سنوات.
فوضعتُ السمّاعة في أذنه برفق، ووضعتُ القرص فوق قلبه.
وقلت له :
"إصغِ، ماذا تعتقد أن يكون هذا الصوت؟"
فقطب حاجبيه معاِ في إرتباك ونظر لأعلى كما لو تائهاً في غموض عمق النبض الغريب المتزايد في صدره.
ثمّ تحوّل وجهه إلى إبتسامة عريضة وقال لي :
"هل يسوع هذا الَّذي يقرع؟"
فإبتسمتُ.
في مكان ما، ربّما في مدارس الأحد، قيل لديفيد بوضوح عن تلك الصورة القديمة الجميلة عن يسوع وهو واقف على باب قلوبنا و يقرع.
صغيري الحبيب ديفيد، لقد كنتُ محقًّا تماماً، ففي داخل قلبك وداخل كلّ قلب، هناك صوت يسوع الخافت المتواصل يقرع، لأنَّ يسوع يأتي لكلٍّ منّا في كلِّ يوم جديد، ساعياً أن يتشارك معنا لحظاته.
وربَّما يكون من هم في مستوى إيمان وروعة ديفيد هم فقط الَّذين يسمعون صوته وسط صخب عالم مشغول ويفتحون الباب.
"لأنَّك تقول : إني أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلي شيء، ولست تعلم أنك أنت الشقي البائس وفقير وأعمي وعريان ... هأنذا واقف علي الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشي معه وهو معي".