جلست زوجته كعادتها تتناول القهوة الصباحيَّة وكعادتها كذلك بدأت بمراقبة بلكون جارتها من خلال زجاج النافذة...
وراحت تتكلَّم عن تأنُّقها وصوتها الصاخب وضجيجها ليل نهار... ثمّ إنتقدت غسيلها المتَّسخ الَّذي تنشره كلّ يوم هكذا من دون حياء...
فإبتسم زوجها كعادته وتابع شرب قهوته وهو يتلذّذ بقضم قطع البسكويت...
إستمرّ الحال على هذا المنوال عدّة أسابيع إلى أن إستيقظوا يوماً كعادتهم وجلسوا ليتشاركوا قهوة الصبحيَّة، وهنا تفاجأت الزوجة وقالت مندهشة :
أنظر! جارتنا اليوم نشرت على غير عادتها غسيلاً نظيفاً! غريب!
ربّما غيَْرت مسحوقها وإشترت مسحوقاً أفضل!
فإبتسم زوجها إبتسامة عريضة وقال لها :
عزيزتي، لقد إستيقظتُ باكراً وقمتُ بتنظيف زجاج نافذتنا المتَّسخ منذ وقت طويل، لذلك ترين غسيل جارتنا نظيفاً لامعاً !!
لننقِّي ذهننا ونكنس بيتنا الداخلي أي قلبنا بأصوام وصلوات ودموع توبة غزيرة!
لنتَّضع أيُّها الأخوة ونعترف أنَّنا أوَّل الخطأة ، لنطهِّر حواسنا فنعاين المسيح!
/جيزل فرح طربيه/