أتساءل دائماً ما عساه يكون الملكوت السماويّ، كيف يكون وما هي إنشغالاته؟؟
بالطبع في هذا الملكوت السماويّ، ليس هناك صباح ولا مساء، لأنّ نور المسيح يشعّ فيه على الدوام، (رؤ ٢١/ ٢٣)
إذن لا نستيقظ صباحاً ولا ننام مساءً، لا وجود لغرف النوم ولا حاجة لنا للكهرباء!
لا عمل ولا وظائف ولا شركات ولا مدير يسيء معاملتنا و لا زميل متعب يزعجنا ، ليس هناك وجود لبنوك ولا لبورصة ولا لعملات، لا حاجة للمستشفيات والأطبّاء وشركات الضمان والتأمين الصحّي فلا وجع ولا مرض هناك!
لا أقساط مدرسيّة تنهكنا ولا حكومات "تنغص عيشتنا" ولا ضرائب ولا TVA ولا وجع رأس بخصوص إنتخابات رئيس الدولة أو إنتخابات مجلس النواب!
لا تسوّق ولا سوبرماركت ولا "شغلة راس" بما نلبس وبما نأكل ولا خوف من المستقبل بما أنّنا نحيا في حضرة الله!
«لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ.»
(رو ١٤: ١٧)
وبالطبع ليس هناك سارقون ولا فاسدون ولا مفسدون ولا زناة ولا أشرار بالمرّة، وكلّ من أخطأ ولم يتب، لأنّ ملكوت الله ليس لهؤلاء!
(١ كو ٦/ ١٠)
إذن من لم يحفظ الوصايا ومن لم يعمل بمشيئة الربّ، من لم يحبّ الربّ ويفكِّر فيه، من لم يعمل له حساب في قلبه، من لم يحسبه كنزه الغالي... لن يكون له مكان في الملكوت!
أمّا عن إنشغالات الملكوت فلا أحد يعرف بالتحديد ما هي، لكنّنا بلا أدنى شكّ سنحيا إلى الأبد حياة ملؤها الفرح والمجد متنعِّمين برفقة الحبيب ربّنا يسوع المسيح، مرنِّمين و مسبِّحين تسبحة أبديَّة لا يملّ منها، مع الملائكة و الأبرار والقدِّيسين!
يقول سفر الرؤيا :
«هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ. وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ».
(رؤ ٢١: ٣، ٤)
و يقول الرسول بولس :
«مَا لَمْ تَرَه عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ به أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ»
(١ كو ٢: ٩)
هناك إذاً ملكوت أبديّ وميراث خلاص أبديّ لمن يحفظ الوصايا (مت ٢٥/ ٣٤) (عب ١/ ١٤)!
لننشغل إذن منذ الآن كي نرث الملكوت العتيد المعدّ لمحبِّي الربّ، حيث قلبنا وكنزنا، لأنّ العالم وما فيه إلى فناء و زوال أكيد !
/جيزل فرح طربيه/