ها إنّ ربّ السماء يبحث عنك، فإذا وجدك حملك على كتفيه، وعاد بك مبتهجاـ يتهلّل فرحاً !
إنَّك خروفه الضَّائع الهارب من الحظيرة وإبنه الضَّال الَّذي شطر ميراث أبيه، ودرهمه المفقود الَّذي بحثت عنه ربّة البيت ولمّا وجدته دعت جاراتها ليحتفلن معاً !
هذا الرَّاعي الصَّالح تصرَّف بحماقة لمَّا ترك ٩٩ خروفاً في البريَّة وحدهم ليبحث عنك، أمَّا الأب فقد إنتظرك بشوق مع أنَّك هجرت البيت الوالديّ وبذرت مالك على الزواني والفاسدين حتّى إشتهيت خرنوب الخنازير!
وتلك المرأة الغبيّة لمّا وجدتك إحتفلت مع جاراتها فصرفت عليهنّ وعلى ضيافتهنّ أكثر من قيمة الدرهم !
نعم إنّ ربّ السماء مولع بحبُّك إلى أقصى الحدود، إله رحوم يتغاضى عن سيِّئاتك، ويهبك مرَّة بعد مرَّة فرصة جديدة كي تتوب وتُغيِّر مسار حياتك!
فلا تهمل خلاصك أيّها الجاهل، لك حياة واحدة تحياها، فلا تبدِّدها على أهوائك وشهواتك!
إرجع سريعاً إلى بيتك الأبويّ وإرتمي في أحضان أبيك الفاتح لك ذراعيه !!
/جيزل فرح طربيه/