ما هي هذه الحكمة الإلهيّة الَّتي يتكلَّم عنها الربّ وهي تشبه حكمة الحيّات؟
هي ليست بالطبع حكمة التيوزوفيين والأنتروبوزوفيين والحكماء الآلهة، الحكمة الباطنيَّة العرفانيَّة الَّتي مصدرها الَّذات، والَّتي تناقلتها النخبة من جيل إلى جيل!
حكمة تلفّها الآلغاز، مفاتيحها أسرار نفكّ شيفرتها، بعلوم خفائيّة كعلم الأرقام والآشكال والألوان!
وهي ليست حكمة الخيميائيّين والخفائيّين نتيجة تنشيط المراكز الباطنيّة وبوسائل شمانيّة و طقوس سحريّة!
«لَيْسَتْ هذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ.»
(يع ٣: ١٥)
إذاً هي ليست حكمة من هذا العالم، حكمة فلاسفة هذا الدهر،حكمة من يبني أبراج بابل كي يبلغ الألوهة بجهده الخاص، هي حكمة تنزل من علوّ، تهبها النعمة بالمجّان!
حكمة توهب بالمسيح يسوع وحده، للمؤمنين البسطاء، للمتواضعين التائبين، تنزل إليهم في الصمت وإنسحاق القلب!
لأنه بالمسيح وحده قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ. (١ كو ١: ٢٤)
هي سكنى الروح فينا "رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. (إش ١١: ٢)
«وَإِذا كان أَحَدُنا تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ.»
(يع ١: ٥)
حقًّا !
/جيزل فرح طربيه/