رسم أحد الكهنة الأفاضل صورة رأس يسوع مكلّل بالشوك وعلّقها في حجرته بجانب شباكه، وكان كلّ يوم يقضي ساعات في التأمّل فيها، فأشرفت إمرأة من حجرتها على مشاهدة الكاهن بحالة تأمّله اليوميّ وظنّت أَنّه يشاهد صورته في المرآة كما كانت تفعل هي، فقالت في نفسها :
إنّ الكهنة أيضاً ينظرون إلى صورة وجههم في المرآة فلماذا يلوموننا نحن النساء على فعلنا هذا؟
ثم أرادت أن تتحقّق من ظنّها فسألت الكاهن ذات يوم.
فأجاب الكاهن للوقت إلى سؤالها وأراها ما ظنّتهُ مرآة، وإذ هي صورة وجه يسوع مكلّل بالشوك والدماء تجري من جروحرأسه على خدّيه.
ثمّ إنتهز الكاهن هذه الفرصة وقال للمرأة :
عوض أن تنظري كلّ يوم إلى وجهكِ في المرآة مدّة ساعاتبلا فائدة خذي لكِ مثل هذه الصورة وتأمّلي فيها كلّ يوم محبّة يسوع الشديدة لكِ الَّتي وصلتهُ إلى قبول جميع هذه الآلام لأجل خلاصكِ.
لا تكوني كاليهود الَّذين أراهم بيلاطس وجه يسوع مكلّلاً بالشوك فلم تلن قلوبهم بل زادت قساوة وطلبوا صلبه.
فأنظري انتِ إلى صورة وجه يسوع المشوّه بالأحزان والآلام ولا تزيديه حزناً وألماً بوقوفكِ ساعات من الزمن أمام مرآتكِ للتباهي والأعجاب بصورتكِ.
أغسلي نفسكِ بدموع التوبة لا بعطور الإثم، وأصرفي وقتكِ الثمين في الإهتمام بخلاص نفسكِ لا بإهلاكها وإبادتها.
كان كلام الكاهن قد أثّر في قلب تلك الخاطئة فحملها على التوبة وتغيير سلوكها الماضي.