HTML مخصص
يُحكى أنّ أحد الملوك كان يُحبّ الصيد، وكان يذهب في رحلات صيدٍ طويلة برفقة حاشيته وعلى رأسهم رئيس الحرّاس.
وفي يوم من الأيّام وقع حادثٌ للملك بحيث أفقده أحد أصابع يده، فقال له رئيس الحرس :
كلّ ما يحدث فيه خير من الله لك.
غضب الملك وظنّه يشمت به، وأمر الملك بزجّ رئيس الحرس في السّجن وتعيين بدلاً عنه.
فدخل السّجن وهو يقول :
أنا واثقٌ أنّ السّجن فيه خيرٌ من الله لي.
ذهب الملك في رحلة صيد مع رئيس الحرس الجديد، وفي منطقة غريبة، وقعا أسيرَيْن عند قبيلة مُخيفة، إعتادت أن تأسر الناس لتقدّم أفضل أسير كذبيحة للآلهة.
وعندما أوقفوا الملك كي يقدِّموه ذبيحة، إنتبهوا إلى إصبعه المقطوع، فأبعدوه لأنّه لا يصلح ذبيحة فهو غير كامل.
وقدّموا رئيس حرس الملك الجديد ذبيحة للآلهتهم وأطلقوا سراح الملك.
وعندما رجع الملك إلى بلاده ذهب فوراً إلى السّجن وأطلق سراح رئيس حرسه القديم وقال له :
لقد فهمت الآن أنّ ما يصنعه الله بنا فهو لخيرنا حتّى لو رأيناه نحن شرّاً.
ضحك رئيس الحرس وقال :
أمّا أنا فأشكر الله ،لأنّك لو لم تضعني بالسجن لكنت أنا مَن قدَّمته القبيلة ذبيحة.
نشكر ربّنا على كلِّ حال وفي كلِّ حال.
ثِق أنّ ما يُدبِّره ربّنا لنا هو أفضل ممّا نطلب منه نحن، ومن له أُذنان للسمع فليسمع.