كانت السفينة الحربيَّة الأسبانيّة كاللاو "Callao" تُبحر في هدوء إلى داخل ميناء مانيلا Manella، وفجأة وبلا مقدِّمات إنهالت عليها قذائف عديدة.
ما الَّذي حدث؟ تساءل بحّارتها في ذعر بالغ "إننا في ميناء خاضع لسلطات بلادنا".
كانوا غائبين لستّة عشر شهراً كاملاً في مياه الجزر الجنوبيّة ولم تبلغهم الأخبار بأنّ الأميرال الأمريكي "ديوي" Dewey قد أغرق أسطولهم الألماني الَّذي كان راسياً في هذا الميناء.
بسرعة فائقة، أنزلوا علم أسبانيا ورفعوا الراية البيضاء معلنين الإستسلام، وما هي إلّا دقائق معدودة حتّى أتى البحّارة الأمريكيّون على قارب صغير حاملين بفخر علمهم الأميركي لكي يرفعوه.
تأمّل أنّ السبب في إصطياد هذه السفينة بهذه السهولة والسرعة لم يكن لنقص عدد جنودها أو لقلّة عدادهم الحربيّ بل لجهلهم بتحرُّكات العدو.
للأسف، كثيرون من المؤمنين يسقطون بنفس السهولة والسرعة بسبب جهلهم بتحرُّكات خصمهم إبليس، وعدم معرفتهم لأنواع فِخاخه الَّتي ينصبها لهم.
لقد سقط داود لأنه لم يفطن إلى فخ الشهوة (٢ صم ١١: ١-٤).
ومن بعده سقط بطرس لأنّه لم يتيقَّظ لفخ الثقة في الذات والإعتماد على قوّة الإرادة (مر ١٤: ٢٩، ٦٦-٧٢)
والتلاميذ سقطوا ذات مرّة في شباك العظمة ومحبّة المركز الأوّل (لو ٢٢: ٢٤)
أيُّها القارئ...
لا تخف.. لا تخف مطلقاً فالله لا يريدك جاهلاً، لقد أعطاك كلّ المعلومات الَّتي تحتاجها في حربك مع مملكة الظلمة.. لا تخف.. لا تستصعب الأمر.. لقد أعطاك الكتاب المقدّس أعظم وأوفى مرجع للحرب الروحيّة.