"أنا لم أركب قطاراً طوال حياتي"، وعبَّرت لهم عن رغبتها في ذلك.
فقاموا على الفور بشراء تذكرة لها كي تستقلّ قطاراً متَّجهاً لمدينة قريبة كي تزور صديقة لها.
إستقلَّت السيِّدة العجوز القطار وجلست على أحد المقاعد، وسريعاً ما لاحظت أنّ غطاء المقعد ممزق، فجمعت متعلقاتها وهي غاضبة وإنتقلت إلى مقعد آخر بالقرب من مقدِّمة عربة القطار، لكنَّها إنزعجت هناك أيضاً من طفل يبكي عبر ممرّ العربة، فإنتقلت هذه المرَّة إلى مؤخَّرة العربة، لكنَّها وجدت أنّ الشمس ساخنة جدًّا في هذا المكان، فجمعت متعلقاتها من جديد وإنتقلت إلى الجانب الآخر وهي منهكة، وأخيراً إستغرقت في تأمُّل الريف الجميل.
ولكن في تلك اللحظة نادى الكمساري، على إسم المدينة الَّتي ستنزل فيها.
فجلست السيِّدة المسكينة لبرهة قصيرة في حيرة شديدة ثمّ قالت :
"لو كنتُ أعلم أنّ الرحلة قصيرة جدًّا هكذا، لما قضيت كلّ هذا الوقت أشكو وأعيب، بل كنتُ جلستُ أستمتع بالتأمّل في جمال الطبيعة من أوّل مقعد جلستُ عليه".
عزيزي :
إنّ مأساة الحياة ليس أنَّها تنتهي بسرعة، ولكن أنَّنا ننتظر طويلاً لنبدأها.
يا الله إمنحني الهدوء ﻷقبل الأشياء الَّتي لا أستطيع تغييرها، وأن أبدأ باﻹستمتاع بما حوليمن بركات .... أرجوك يا ربّ أعطني الرضا ... ولا نضيِّع الوقت فيما لا يفيد.