بالتجسّد دخلت الإلهيَّات إلى عمق الحياة الإنسانيَّة.
فقدت الطبيعة البشريّةُ عبثيَّتها وعدميَّتها و أصبح لها طعم ولون:
طعم الأخدار السماويّة ولون الرجاء بالحياة الأبديّة !
أصبح لمفهوم الشخص البشريّ بعد متسام، لم يعد فرداً ما أو رقماً ما في المجتمع، بل كياناً مُتميِّزاً ذا قيمة إلهيّة أنعم بها عليه الربّ عندما خلقه على صورته كمثاله !!
لذلك لا يجوز هدر الحياة البشريَّة وإنتهاك كرامة الإنسان وقتل الأجنَّة في الأرحام والقتل الرحيم إلخ...
أصبح بإمكاننا أن نكتب الإنجيل بالصورة واللون لنوقِّر الأيقونات ونكرِّمها.
لذلك دافع آباؤنا القدِّيسون عن الأيقونات وأحتُدم ما سُمِّيَ بحرب الأيقونات الَّتي إمتدَّت على نحو قرنين من الزمن في القرن الثامن والتاسع حتّى إنعقاد المجمع المسكوني السابع.
أصبح بإمكاننا أن نُصوِّر الله، بعد أن تصوّر شخصاً من لحم ودم في أحشاء والدة الإله، وبعد أن رأيناه ولمسناه كما عبَّر عن ذلك القدِّيس يوحنّا :
"اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ."
(١ يو١: ١-٣)
بتجسُّد إبن الله، تجسيد للإلهيَّات حِسِّيًّا وهذه حقيقة روحيَّة تغيب عن من ينكر منطق التجسُّد !!
لذلك كلّ من لا يدخل في هذا المنطق يتوه وينحرف حتماً !
لذلك كلّ من ينكر منطق تجسُّد إبن الله كما فهمه التقليد الرسوليّ ويرفض كتابة الأيقونات وصُوَر الربّ يسوع و القدّيسين، حتماً يؤدِّي به الأمر إلى الضياع والإنحراف عن الإيمان الحقّ.
هذا ما حصل ويا للأسف، مع بعض المسيحيِّين الَّذين يرفضون تكريم الأيقونات إذ أدَّى بهم الأمر إلى إنحراف أعظم :
إنكار حضور الربّ فعليًّا في الإفخارستيَّا، أي إستحالة القرابين إلى جسد ودم الربّ بقوَّة الروح القدس، أي إنكار أنَّ القربان هو حقًّا جسد المسيح وأنَّ الخمرة هي حقًّا دم المسيح !
وُلِدَ المسيح فلنفرح !
/جيزل فرح طربيه/