لأنَّ هذه هي شريعة الحبّ وهذا هو حالّ المحبِّين! فالإتِّحاد فيما بينهم أمر بديهي وطبيعي!
يقول القدِّيس هيلاري أسقف بواتييه :
"إنَّ إبن الله قد وُلِد كإنسان من العذراء في ملء الزمان لكي يرفع البشريّة في شخصه حتّى إلى الإتِّحاد باللاهوت."
ويقول القدّيس غريغوريوس النزينزي :
"هذا هو مغزى السرّ الأعظم الحاصل من أجلنا ، سرّ الله المتجسِّد من أجلنا .. لقد جاء لكي يجعلنا جميعاً واحداً في المسيح ، في ذاك حلََ فينا بالكمال لكي يعطينا كلّ الَّذي له."
فغاية التجسُّد بحسب القدّيس إيريناوس إنَّما هو :
"الإنجماع الكلِّيّ في المسيح".
هذا اللفظ قد إستمدَّه من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس، حيث يبيِّن أنَّ غاية الله النهائيَّة من الخليقة كلَّها الَّتي سيحقِّقها في ملء الأزمنة "أن يجمع كلَّ شيءٍ في المسيح".
ما يقصده إيريناوس بـ "بالإنجماع الكلِّيّ" ليس فقط إنجماع الخليقة كلّها ببعضها في وحدة متجانسة بل وإنجماع الخليقة مع الخالق نفسه في المسيح، الَّذي حقَّق في نفسه ملء الوجود الكلِّيّ للخالق والخليقة معاً :
"إنَّ المسيح قد وحَّد الإنسان مع الله".
فغاية التجسُّد النهائيَّة هي إعادة الشركة بين الله والبشريّة وهذا ما لا يفهمه الهراطقة، لأنَّ المسيح هو الكلّ وفي الكلّ (كو ٣: ١١)
/جيزل فرح طربيه/