في القرن الثامن عشر كان أحد المزارعين الإنجليز يشتاق أن يقوم بعمل تجارب في حقله لإنتاج أنواع جيِّدة وفضلى من المحاصيل , إتَّسم بروح الجديَّة فبذل كلّ جهده في أوّل تجربة وكانت النتيجة هي فشله في البلوغ إلى ما ترجَّاه.
لم يعرف المزارع روح الفشل فقام بتجربة جديدة وكانت النتيجة هي فشله !
تكرَّر الأمر دون أن يحقِّق هدفه ومع ذلك لم يعرف روح الفشل.
جلس المزارع مع نفسه ماذا يفعل فقد فشل في كلّ تجاربه الزراعيَّة، لكن قلبه لا يعرف الضعف والفشل.
بدأ يراجع نفسه ليتعرَّف على سبب فشله فكتب مذكَّراته عن سبب فشله لكي ينتفع من خبراته المرَّة التَّي كلَّفته كثيراً دون أن يربح شيئاً.
إنتفع كثيراً ممَّا كتبه وبسبب حبّه لوطنه وأخوته نشر هذه المذكَّرات في كتاب سمّاه : كيف تزرع ؟؟؟
تلقَّفته الأيدي بكلّ إهتمام وإنتشر الكتاب بين الكثيرين فجمع منه ثروة عظيمة وإنتفع منه كثيرٌ من المزارعين.
وأُختير هذا المزارع ليصبح "وزيراِ للزراعة".
هكذا القلب الَّذي يحمل روح القوّة يحوّل كلّ التجارب المرّة السيِّئة إلى قوّة يعيشها هو ومن حوله.
لهذا يقول الرسول بولس :
«إنَّ الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوّة والمحبة والنصح»
(رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل تيموثاوس ١ : ٧)