أيَّام النظام الشيوعي في روسيا كان المسيحيّون مضطهدين بشدَّة، قتل الكثير من الأساقفة والكهنة وسجن الكثيرون لسنوات طويلة وعذَّبوا بوحشيَّة، كان المسيحيّون يصلُّون أو يشاركون في القداديس والصلوات الليتورجيّة الَّذي كان يتاح لهم نادراً، كانوا يجتمعون في المنازل خفية عن السلطات التي كانت تمنع تجمعاتهم، ليصلوا معاً،وكان بعض الكهنة يتسلّلون ليلاً متنكِّرين ليعرفوا المؤمنين ويحتفلوا بالقدَّاس الإلهيّ.
يُخبر أحدهم أن كاهناً تقيَّا ورعاً نجح مرَّة في الوصول إلى قريتهم النائية بعد حرمانهم من القدّاس مدَّة سنة كاملة، فإستمع إلى إعترافات عشرات المؤمنين مدّة يومين لم يتمكّن فيها أن يتناول لقمة واحدة، وبعد أن إنتهى وبدأ بالإحتفال الإفخارستيّ داهمهم العسكر فجأة لكن المؤمنين إستطاعوا أن يخرجوه ويخبؤوه في بيت مهجور في آخر القرية!
لقد تمسَّك هؤلاء إكليروساً وعلمانيِّين بإيمانهم وجاهدوا حتّى الموت في الحفاظ عليه ونقلوه لأبنائهم بحرص وأمانة شديدين!
أعطنا يا ربّ أن نحفظ وديعة الإيمان المسلَّم مرَّة واحدة للقدَّيسين، بأمانة وشجاعة رغم كلّ الإضطهادات والظروف الصعبة!
أعطنا يا ربّ أن نصبر إلى المنتهى فنخلص لمجد إسمك. آمــــــــــــين!
/جيزل فرح طربيه/
