غالباً ما يكون أقرب إلى التفاهة،بسيط ثيابه عاديَّة جدًّا لا منظر له ولا رونق، يكاد يمرّ مروراً، لا يترك له أثر!
غالباً ما يجلس في المقاعد الخلفيَّة بعيداً عن الأضواء حتّى لا يلاحظه ولا يعرفه أحد، لأنّه يُفضِّل أن يبقى مجهولاً مُهملاً ، ومتى أُجبر أن يَظهر في العلانية على المنابر، فرغماً عنه وطاعة لمشيئة الله وليس لمشيئته!
تراه حيناً جالساً في الكنيسة باكياً منتحباً كالأمّ الثكلى، وأحياناً مبتسماً فرحاً بدون سبب كالأحمق الأبله، أو مطمئنًّا هادئاً كالملاك، لا حسَّ له!
هو زائر منتظم للكنيسة ملتزم يشترك في القداديس والإحتفالات الأسراريّة، خادماً للقدسات، مشاركاً في الأعمال الإجتماعيَّة ، مُنظِّماً للمناسبات الليتورجيَّة، مرنِّماً أو قارئاً أو مسبِّحاً ..
ليس بالضرورة متعلِّماً فهيماً وإذا كانت له بعض المعرفة اللاهوتيَّة فهو لا يتفاخر بها ولا يتكبَّر، يسأل ويسترشد، يدين نفسه أوَّلاً يدافع عن أخوته ويفتِّش لهم عن أعذار متى صدر عنهم أيّ زلل، يعتبر نفسه دائماً آخر الناس وأوَّل الخاطئين رافعاً ناظريه إلى علوّ حيث مجلس السمائيِّين!
إنه المدعو قدِّيساً مع المقدِّسين في المسيح يسوع المدعويِّن قدِّيسين، إبنـاً محبوباً، واقعاً ناهضاً ،خاطئاً تائباً.
لمجد الثالوث القدّوس، من الآن وإلى أبد الآبدين!
/جيزل فرح طربيه/