وا عجبي من الَّذين يتاجرون بإسم الله ويلبسون الكتَّان والأرجوان وينادون بالرحمة وحفظ الوصايا!
فالإناء ينضح بما فيه، إذ لا يمكنك أن تعظ في الساحات وفي الصالونات المخمليَّة وأن تتكلَّم عن أعمال الرحمة ومساعدة الفقراء وإطعام الجياع وزيارة المرضى ومواساة الحزانى وبذل الذات من أجل القريب...
وأنت تغلق أحشاءك عن أخيك المظلوم وتمدّ الموائد الغنيَّة بالأطايب والمآكل الفاخرة وتهمل صيحات المرضى وصراخ الأرامل واليتامى، وتتغافل عن آلام أقاربك وأخوتك!
لا يمكنك أن تنادي بالعفَّة وأنت تزني في الظلمات وترتكب الفحشاء!
لا يمكنك أن تنصح بالغفران وأنت لا تصفح عن الَّذين أساؤوا إليك!
ولا يمكنك أن تلزم الناس بمحبَّة الأعداء والصلاة من أجلهم وأنت تكره أخاك وتأكل حصّته في ميراث أبيك!!
لذلك تُبْ عن أعمالك ونقِّي قلبكقبل أن تتمسَّك بالقشور إذ طوَّب الربّ من يحفظ كلمته ويعمل بهامن كل قلبه بهدي الروح القدس، لا بخطابات خشبيَّة وفقاً لتقاليد الناس!
فالختانة الحقيقيّة هي ختانة القلب!
/جيزل فرح طربيه/