قال القدّيس أغسطينوس :
"إنَّ العهد الجديد كامنٌ ومخفيٌّ في العهد القديم، كما أنَّ العهد القديم مُعلنٌ ومكشوفٌ في العهد الجديد"
فالصَّخرة الَّتي رَوَت الشَّعب اليهوديّ لمَّا عطشوا في البريَّة هي إشارة للمسيح.
في "مسة ومريبة" حيث جربوا الربّ قائِلين :
أفي وسطنا الربّ أم لا؟
قال الربّ لموسى خُذ من شيوخ إسرائيل وخُذ عصاك الَّتي ضربتَ بها النهر :
"هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ، فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ». فَفَعَلَ مُوسَى هكَذَا أَمَامَ عُيُونِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ."
(خر ١٧: ٦)
لذلك في العهد الجديد أوضح الرسول بولس أنَّ الصخرة في مسة ومريبة هي المسيح، وقال الربّ يسوع نفسه للسامريَّة :
«مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».
(يو ٤: ١٤)
«وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى : «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ».
(يو ٧: ٣٧- ٣٨)
ومع أنَّه الصخرة المروية عطشنا إلَّا أنَّه صرخ على الصليب :
«أَنَا عَطْشَانُ! ».
(يو ١٩: ٢٨)
كي يتمَّ الكتاب وكلّ تدبيره الإلهيّ من أجل خلاصنا !
قد عطشتُ يا ربّ كي ترويني!
قد جعت يا إلهي كي تشبعني!
«أنت هو الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. تعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا.»
(رؤ٢١: ٦)
يا مخلصي!
/جيزل فرح طربيه/