أغلبنا يحبّ الظهور والجلوس في المقاعد الأماميّة، مع أنَّنا ندَّعي التواضع وإنسحاق النفس!
في أيّامنا هذه يظهر لنا موضوع حبّ الظهور بوضوح على مواقع التواصل الإجتماعيّ :
أبرزها صور السلفي selfie الَّتي تملأ صفحاتنا يوميًّا، سلفي في الطبيعة، وراء مكاتبنا، مع الأهل والأصدقاء...
صور بيوتنا الفخمة، صور ما نأكل من الأطباق، والمقهى الَّذي نجلس فيه والمطعم الَّذي نرتاده، والمناسبات الَّتي نحضرها، الأعراس الَّتي نشارك فيها، صور للشخصيَّات الَّتي نستقبلها ومن بينهم السياسيِّين الَّذين ننتقدهم بشدَّة ونشمئزّ من فسادهم وسوء سيرتهم، صور أولادنا، أعياد ميلادهم، حفلات تخرُّجهم، السيارة الفخمة الَّتي نركبها، الثياب الَّتي نلبسها، مع أدقّ التفاصيل، الحذاء والجزدان والخاتم والحلق في الأذن !
النجم والموضوع الأهمّ والشخص الأبرع جمالاً على صفحاتنا الإلكترونيّة... هو نحن!
أين أنتِ يا نفسي من الإتِّضاع؟؟
أين أنتِ من الفضائل الإلهيّة ؟؟
أتصومين؟؟ الشياطين لا تأكل!
أتعرفين آيات من الإنجيل؟؟
الشياطين تعرفها وهي أبرع منكِ!
لكن ما يميِّزك عنها هو الإتِّضاعفالشياطين لا تعرفها لأنَّها متكبِّرة!!
إتَّضعي يا نفسي وإختاري المقاعد الخلفيَّة !!
/جيزل فرح طربيه/