جوفي أصبح مثل القفر والصحراء القاحلة، لمّا إبتعدتُ عنك يا إلهي !
تشقّقت أرضي وفنيت، لا عشب فيها ولا نبات يؤكل، جاعت الخلائق فهجرتني لتفتّش لها عن واحة خضراء تلجأ إليها، حتّى الطيور والعصافير الصغيرة تركتني لأنَّني أهملتُ حبّة الخردل وتركتها وحيدة.
لم أنمّيها بكلمتك ولم أرويها بأسرار كنيستك!
تاقت نفسي إلى ينابيعك المتدفِّقة!
تذكَّرتُ أيّام الطفولة لمّا لمستك شفتاي لأوّل مرّة، لمّا كنت أتأمّل في إحساناتك الكثيرة، على إيقاع ترانيم سماويَّة يعزفها أورغ ضخم في صحن الكنيسة، وأمّك الحلوة واقفة ببهاء مجدك ملتحفة بالأنوار في ثوبها الأبيض وردائها الأزرق !
قد لبست أيقونتها لسنوات طويلة فحفظتني بشفاعتها من ظلمة سقطاتي وأخطار ضلالاتي الكثيرة!
لأشرب من مائك الحيّ فتحيا عظامي الذليلة!
لأشرب من مراحمك الغزيرة فأصبح هيكلاً لروحك القدّوس، حينئذٍ تنمو حبّة الخميرة بنعمتكوتصير شجرة تتفيّأ في أغصانها عصافير السماء!