ربّي، قد زرعت في قلبي حبّة خردل، أصغر البذور كلّها، إلّا أنّك كبّرتها بنعمتك، حتّى أصبحت شجرة تتفيَّأ تحتها عصافير كثيرة!!
أدخلتني حقلك لأعمل فيه أنا الشقيَّة لأبشِّر بإنجيل فرحك وبفرح خلاصك!
وكم أبتهج برؤية أبنائك إليك يرجعون، وبقلبٍ نقيٍّ إليك يتوبون، كم تدهشني أعمالك الفائقة الوصف :
كيف تضيئ عتمتهم بنورك...
كيف تنير بصيرتهم بكلمتك...
كيف توسِّع قلوبهم بمحبَّتِك...
كيف تغمرهم بفيض رحمتك.
كم أنت عظيمٌ يا ربّ !
وأحياناً لمَّا يزداد الثقل على كاهلي وأحسُّ بالتَّعب، أتذكَّر كلام رسولك الإلهيّ :
«لأَجْلِ ذلِكَ أَنَا أَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ، لِكَيْ يَحْصُلُوا هُمْ أَيْضًا عَلَى الْخَلاَصِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، مَعَ مَجْدٍ أَبَدِيٍّ.»
(٢ تي ٢: ١٠)
قد ذقتُ عسلك الحلو يا ربّ فدستُ مرارة هذه الدنيا!
«لأن اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ بإنعاماتك تَدُوسُ عَسَلَ البراري»
(أم ٢٧: ٧)
وتُعلن خلاصك للعالم!
يا فرحي!
/جيزل فرح طربيه/