إبتسمتُ وأنا في الطائرة وبدأتُ أسترجع معلوماتي عن باريس، فهي يوجد بها برج أيفل الشهير، ومتحف اللوفر الذي فاقت شهرته الآفاق، وقوس النصر، وقصر فرساي الشهير.
وفجأة رأيتُ حركة غير طبيعيّة عند كابينة القيادة، وضجّة شديدة، ورأيتُ علامات الرعب ترتسم على وجه المضيفات، وبصوت مرتجف قالت المضيفة :
نرجو الهدوء وربط الأحزمة، فنحن نواجه الآن عاصفة شديدة جداً، في تلك اللحظات العصيبة تذكّرت حياتي الروحيّة، المليئة بالظلمات، وليس فيها ما يشفع فيَّ أمام الله، ومعظمها ما بين الفتور والسقوط، فكنتُ أعتقد أنّ سعادتي في الرحلات والفسح..
وكثيراً ما كان الصراع يتملّكني فكنتُ أريد أن أحيا مع الله وأعيش في الخطيئة!
أُحبّ الله وأعشق الخطيئة!
أقترب من الله ولا أبعد عن الخطيئة!
فندمت على أنَّني لم أحسم الصراع الذي كان يدور بداخلي بين الخطيئة وبين الله!
لقد حسمته الآن ولكن بعد فوات الأوان!
وعرفت قيمة قول سليمان الحكيم: باطل الأباطيل الكل باطل!
الآن أنتظر الموت ومصيري هو الجحيم، فقلت يا إلهي، لقد إنتهى الصراع بداخلي ولكن هل هناك وقت للتوبة؟
فصرختُ أطلب من الله أن يُعطني فرصة جديدة للتوبة، وفجأة إهتزّت الطائرة إهتزازة شديدة وبدت كأنَّها ستهوى إلى أعماق البحر وإعتقدتُ أنّ القائد فقد السيطرة عليها، وشعرتُ بروحي وكأنَّها تنسحب منّي، وصمت الكل من الخوف والرعب، وتجمّد الموقف للحظات بدت كدهور، بعدها عادت الطائرة تحلّق بهدوء وإختفت العاصفة المخيفة بمعونة إلهيّة.
وعندما وصلنا إلى باريس، لم يكن أحد يدري كيف حدثت هذه المعجزة! حتى قائد الطائرة كان مذهولاً ولكنّي كنت أعرف السبب، فقد أعطاني إلهي فرصة جديدة لأُثبت له إنّني قد حسمتُ الصراع بين: الجسد والروح، الخطيئة والتوبة، وأخيراً تبدّد الصراع الذي كان داخلي وعشتُ حياة توبة حقيقيّة مع الله، فضعوا أمامكم قول إيليا النبي :