أشرقت الشمس الجميلة ذات يوم من أيام الشتاء الباردة على أشجار حديقة الحيوانات وأقفاص الطيور.
فرح البلبل بالشمس المشرقة، وأخذ يغرّد بصوته العذب.
وقد إجتمع حوله الأطفال والنساء والرجال، وكانوا سعداء بما يصدره من أصوات عذبة وغريبة.
أمّا الطاووس فقد نظر إلى أولئك الأطفال والكبار وهم يلتفّون حول البلبل، معجبين بصوته العذب .. فإغتاظ وقال :
- إنّ ذلك البلبل ليس إلّا طائراً صغيراً، أمّا أنا فإنّي أكبر منه بكثير وشكلي أجمل من شكله، فلماذا إلتفّ الناس حوله وتركوني وحدي؟
لقد غار الطاووس من البلبل وحقد عليه وحسده، فقام بنشر ذيله الملون حتّى يرى الناس جماله وحجمه الأكبر من العصفور، فينصرفوا عن البلبل...
ثمّ قال للبلبل بغضب:
- ربّما كان صوتك جميلاً للسامعين، ولكن أنظر إلى حجمي وحجمك، وإلى ريشي وريشك، فأنا أبدو أكبر منك، كما أنّ ريشك قبيح المنظر، أمّا أنا فإنّ ريشي حسن المنظر يسر الناظرين..
فقال له البلبل:
- صحيح.. لقد خلقني الله كما خلقك أنت، وجعل لكل منا ميزة يمتاز بها عن غيره.
فأنا أسعد الناس بصوتي العذب، وأنت تسعدهم بشكلك وريشك الجميل للغاية. ولا غنى للناس عنّي وعنك عليك أن تتقبّل شكل ريشي القبيح بنظرك، كما أنا قبلت كلامك الذي آلمني.
فأدرك الطاووس الحقيقة التي كان يجهلها، وشكر صاحبه البلبل على ما أفاده به.
قارئي العزيز :
ومنذ ذلك الحين أصبحا متحابّان، يسعدان الناس بما أعطى الله لكلاً منهما من النعم والخيرات ...
لذلك مهما كنت اليوم وأينما وصلت تذكّر بأنّك كلمة مفيدة في كتاب هذه الحياة ...
"انظروا إلى طيور السماء فإنّها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن، وأبوكم السماوي يقوتها ..."