لاحظ طبيب أميركي أنّ الطفلة الصغيرة الَّتي كان يعالجها تتقدّم نحو الشفاء بخطوات بطيئة.
فأعاد فحصها فلم يجد مبرّراً لذلك ، لكنّه لاحظ أنّ الطفلة حسّاسة للغاية ، وأنّها تتجاوب مع المعاملة الحانية فأدرك أنّ تقدّمها البطيء قد يكون بسبب خوفها من إحدى الممرّضات أو تخوّفها من الجو المحيط بها عامّة.
فكتب في تذكرتها الطبيّة :
"هذه الطفلة تحتاج إلى جرعة من الحب كل أربع ساعات".
عزيزي القارئ...
إنّنا نحتاج دائماً إلى جرعات من الحبّ.
والله يعلم هذه الحقيقة عنّا ، إنّه يعلم أنّنا بالحبّ نعيش لذلك فهو لا يعطينا الحب فى جرعات يوميّة ، بل يقدّم لنا حبًّا دائماً أبديًّا "محبّة أبديّة أحببتك" ( ار ٣١ : ٣ ) .. فالله هو الحب المطلق ووجوده فينا هو الَّذي يحفظ حياتنا ووجودنا، إنّنا بالحبّ نعيش.
على حائط إحدى الملاجىء، كتب نزيل مجهول هذه الكلمات :
"لو كان المحيط حبراً ، والسماء ورقاً ، وكلّ عشبة في الحقل قلماً ، وكلّ إِنسانٍ في الوجود كاتباً ، فإنّ حبر المحيط سينفذ قبل أن نستطيع أن نكتب قصّة الحبّ الإلهيّ، ولن تتّسع صفحة السماء للقصيدة الَّتي عنوانها ( الله محبة )"