كان هناك رجل فقير يعمل سائق سيارة بالأُجرة وفي أحد الأيّام حصل معه حادث مروري بسيط مع صاحب سيارة من الأغنياء فترجّل الرجل الغنيّ من سيّارته غاضباً وهو يتلفّظ بالسبّ والشتم واللعن رغم أنّه كان هو المتسبّب بالحادث.!
وقام بضرب السائق الفقير على وجهه ضربة كادت أن تذهب ببصره فلم يفعل شيء هذا السائق الفقير سوى قوله :
- سامحك الربّ.. أوكلتُ أمري إليه إن كنتُ أخطأتُ في حقّك فليحاسبني.. وإن كنتُ قد أخطأتَ في حقّي فأسأله أن يحاسبك ويأخذ حقّي منكَ عاجلاً ام آجلاً.
وفي يوم من الأيّام وإذا برجل يوقفني لكي أوصله فإنطلقنا حتّى وصلنا المكان المقصود.
وإذا بهذا الرجل يمسك بيدي ويقول لي:
- هل عرفتني؟
فقلت له :
- لا!!! لم أعرفك.!!!
فقال :
- أنا هو ذلك الرجل الذي صدمك وصفعك على وجهك.
فتذكّرته وقلتُ له :
- لقد أوكلتُ الأمر عند من لا تضيع لديه الحقوق وإذا بعيناه تذرف الدموع ويقول لي :
- يا ليتك أوكلتَ الأمر للشرطة أو للقاضي أو إقتصيت بنفسك مني.!!!
فالذي أوكلتَ إليه الأمر قد إقتص مني في اليوم الثاني بحادث وبنفس السيارة وراح في هذا الحادث إثنين من أطفالي (ولد وبنت).!
ومن بعده خرجتُ أهيم في الشوارع، أبحث عنك لأكثر من ١٥ يوماً لكي أراك وسامحني فلم أجدك وقد صبرت وصبرت.. لكنّي أيقنتُ أنّ لا محال من حساب الآخرة.. فها أنا اليوم أقف أمامك.. إفعل بي ما تريد وأتوسّل إليكَ لكي تسامحني، يقول صاحبنا :
- لما رأيت حالته وإنهمار دموعه.. أشفقتُ عليه وقلت له :
- سامحك الله وعفى عنك وغفر لك.
فمشى وهو يبكي ويردّد:
- والله لن أظلم إنسان بعد اليوم ما دمت حيًّا.. - والله لن أظلم إنسان بعد اليوم ما دمت حيًّا.