لاحظ الأتان على الجحش أنّه حزين ومنكسر، فسألته عن سبب حزنه.
- كيف لا أحزن يا أمّاه وربّ البيت ظالم؟
- لماذا تقول هذا يا إبني؟
- أنتِ تعملين طوال النهار وأنا معك، نحمل الأثقال، ويركبنا ربّ البيت، وأحيانًا زوجته وأولاده، بل والأجراء، ويقدّم لنا القليل من الأكل، بينما لا يعمل الخنزير شيئًا،ويقدّم له صاحب البيت طعامًا كثيرًا جدًّا.
- لا تتعجّل في حكمك يا إبني، إنتظر إلى غد.
في اليوم التالي إذ كان ربّ البيت يقيم إحتفالاً فصنع وليمة عظيمة.
دخل الجزّار إلى المزود، وأمسك بالخنزير وربطه، وفي لحظات كان الخنزير مذبوحًا والدم يتدفّق من رقبته.
صرخ الجحش: "ما هذه الوحشيّة يا أمّاه؟!"
أجابت الأتان :
"من أجل هذه الساعة كان صاحب البيت يقدّم له طعامًا كثيرًا حتّى يصير سمينًا فيذبحه ويأكله هو وأهل بيته وأصدقاؤه".
خاف الجحش فتوقّف عن الأكل، لكن الأتان قالت له :
"لا يا إبني.. نحن لا نأكل كثيرًا لكي نُذبح، وأيضًا لا نتوقّف عن الأكل لئلّا نمرض ونموت، إنّما نأكل لكي نعيش ونعمل بلا كسل".
بدأ الجحش يأكل ويعمل بفرح.
أشكرك يا إلهي، لأنّك لم تخلقنا لكي نأكل، لكن وهبت لنا أن نأكل لكي نحيا ونعمل!