أُُحضرت سيّدة عجوز إلى المحكمة.. وهي مقيّدة اليدين ثمّ دخلت إلى قاعة المحكمة بعد فك قيدها لتحضر الجلسة الأخيرة للحكم عليها.
وكانت هذه السيّدة قد أتُّهمت بسرقة كيلو واحد من الطحين لأنّها كانت جائعة ولا تملك نقوداً تسدّ بها جوعها، وأصرّ صاحب المحل الَّتي سرقت منه أن تحال للقضاء لتكون عبرة لغيرها.
ولأنّ القانون لا يستثني أي أحد فعند بداية قراءة الحكم، وقف القاضي على قدميه وأرخى رأسه ونظر إلى الأرض وقال في خشوع وهو يبكي :
- سامحيني يا أماه .. لم أستطع إيجاد إستثناء واحد في القانون لتبرئتك .. ويجب أن أرى بحكم عملي الناس كلّهم سواسية.
سامحيني يا أمّاه فلقد حكمت عليكِ بناءً على المادّة (رقم وتاريخ) لذا :
- أحكم عليك بالسجن سنتين ونصف وهنا إرتفعت أصوات الناس بالصراخ والبكاء في المحكمة .. (فطرق القاضي مطرقته الخشبيّة وأمرهم بسماع الحكم حتى النهاية)، .. أو تدفعي غرامة ماليّة قدرها ألف دولار نقداً كي يطلق سراحك إن إستطعت السداد !!!!...
ثمّ نزع طاقيّته الَّتي كان يلبسها .. وخرج من مكانه وأخرج محفظته وأخرج ألف دولار ووضعها في الطاقية.. ورفع صوته في المحكمة .. وقال :
- حكمت أيضاً على كلّ من في القاعة بإخراج ألف دولار فوراً ووضعها في هذه الطاقيّة وأعطاها جميع النقود، وأكمل بالقول :
- كيف تجوع عجوزاً كهذه في قريتكم ولا تعلمون عنها ؟؟..
ولو كان بيدي لحكمت على كلّ أهل المدينة بغرامة نقديّة بسبب وقوف عجوز كبيرة أمامي بتهمة السرقة بسبب الجوع .....
قارئي العزيز :
كم من بطون تتضوّر جوعاً في بلادنا .. ولا يعلم حالهم إلّا الله، فيا من تصلّون وتبحثوا عن الجنّة إبحثوا عنها بين الفقراء والمساكين.
