أراد عنكبوت أن يصير أحكم الحيوانات والطيور والحشرات فحمل صندوقاً وإنطلق به إلى كلّ بلد في العالم.
كلَّما سمع كلمات حكمة وضعها في الصندوق فظنّ العنكبوت أنّه قد صار أحكم من غيره.
وعند عودته إلى بلده رأى بركة صغيرة قال : أميل وأشرب منها فإنّي عطشان.
تطلع إلى الماء ليشرب فرأى كميّة ضخمة من الموز الناضج الأصفر ففرح جداً وقال : إنّني لست أشرب فقط وإنَّما وجدتُ موزاً طازجاً لكي آكل وأشبع.
حاول أن يتسلّل إلى الماء فلم يجد شيئاً.
تكرّر الأمر مرّة ومرّات.
أخيراِ قرّر أن يلقي هذا الصندوق الثقيل من على كتفه الّذي أحنى رأسه فلمّا ألقاه إستطاع أن يرى شجرة موز على شاطىء البركة وقد تسلّق عليها قرد وكان يضحك !
سأل العنكبوت القرد : لماذا تضحك ؟
اجاب القرد : لأنّ صندوق الحكمة قد أحنى ظهرك فلم تعد ترى ما هو فوقك بل تتطلّع إلى أسفل فترى إنعكاس شجرة الموز على المياه.
الآن إن أردت أن تأكل تعال على الشجرة وذُق بنفسك.
هزَّ العنكبوت رأسه وقال : حقًّا إنّ الحكمة لا تُقتنى بجمع كلمات الآخرين الَّتي تصير ثقلاً على الظهر فلا يرى الإنسان ما هو فوقه، بل أن يذوق ويختبر بنفسه الحكمة.