يروي لنا دونالد بارنهاوس أنّه منذ سنوات طويلة إذ كان يعظ في إحدى الكنائس في جنوب غرب الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وقف على المنبر في صباح الأحد وإذا براعي الكنيسة يهمس في أذنيه قائلاً له :
"لاحظ هذه السيّدة الَّتي تجلس في مقدّمة الصفوف وقد إرتدت ثيابًا بالية وحذاءً ممزّقًا".
شاهد بارنهاوس السيّدة البائسة، وكان منظرها يستدر كلّ عطفٍ.
كانت ربّما في أواخر الستّينات من عمرها، وقد مدّت إحدى قدميها ليظهر ثقب كبير في نعل حذائها بينما تمزّقت الأطراف وخرج الجلد عن النعل.
كانت ثيابها بالية مملوءة رقعًا، وقبّعتها تشبه قطعة بالية من البرميل تضعها على رأسها.
تحنّن الواعظ عليها وفكّر في تقديم قليلٍ من الدولارات لإنقاذها من حالة البؤس الَّتي تنتابها.
قال له راعي الكنيسة :
"كان لهذه السيّدة وزوجها كميّات ضخمة من الأراضي البور الَّتي ترعى فيها القطعان، وكانا يعيشان في عربة قديمة يسحبونها، أكتُشف في أراضيهما بترول وتعاقدت شركة بترول مع رجلها لضخّ البترول، وقد أقامت الشركة المضخّات، فجأة مات الرجل قبل توقيع العقد، فطلبت الشركة من الزوجة أن توقّع عليه، لكنّها تخشى توقيع العقد، يبلغ رصيدها الآن الملايين من الدولارات، ولا زال الضخّ مستمرًّا، لكنّها ترفض التوقيع وبالكاد تبحث عن سنتات لتعيش بها، إنَّها لا تزال تسحب العربة القديمة لتعيش فيها وتحيا في بؤس".....
عزيزي القارئ...
هذا هو حال الكثير من المؤمنين، فمع كونهم وارثين مع المسيح وشركاء معه في المجد، ماله صار لهم، لينالوا كل بركة روحيّة في السماويّات (أف ٢:١)؛ يقدّم لهم الله الآب كلّ غنى بلا حدود لينعموا به، لكنّهم لا يمدّوا أيديهم لينالوا، لا يطلبوا حتّى القليل ممّا يشتهي الله أن يقدّمه لهم!
† أكشف لي عن مخازن حبّك فيَّ!
† كثيرًا ما أستدر عطف الغير، أشتهي كلمة مديح تُفرح قلبي، أو عاطفة تملأ جوانب نفسي، أو كلمة تشجيع تسندني.
أعيش في مذلَّة، أتوسٍل الحب والمديح من الغير، وأنت هو الحب كلّه!
أنت هو السند الحقيقي وحده!
أكشف لي عن مخازن حبَّك في داخلي!
ليقدني روحك القدّوس إلى كنزك المخفيّ فِيَّ! فأدرك غناي بك وفيك.