أنا سألبس بزّة رجل الفضاء وسأذهب، إذا أردت يمكنك أن ترافقني، لكي نرى ما سيحدث…
عندما دخلتُ في تلك الحفلة حيث الضجيج، والأضواء الخافتة… رأيتُ شخصاً متنكّراً بملابس أبطال القوى، فعضلاته خشنة ومفتولة، إنه يظهر قوّة رجولته، وفي إحدى يديه قوس وسهام.
أعجبتُ بشخصيّته…. لكن فجأة قابلتني إمرأة لابسة لباساً أسود من فوق إلى تحت، بدت لكي ككيس القمامة الأسود، لكنها معطّرة بروائح جذّابة، وإذ رأتني غير منجذب لها، تحوّلت عنّي ونادت على آخر قائلة له :
تعال نرتوي ودّاً إلى الصباح.
نتلذذ بالحب، فأسرع وراءها بسرعة البرق….
بعدها رأيتُ رجل طويل القامة، كأنّه لاعب كرة السلّة !! ومع هذا كان يمشي منحنياً، متخفّياً بملابس بلاده التقليديّة، ويبدو عليه الإرتباك، وفجأة تظهر أمامه فتاة بِزَيّ ساحرة، فقال لها :
وجدتكِ أنتِ من أبحث عنه وستخبرينني عن مستقبلي…
بعدها تمشيت بين جموع المحتشدين، وإذا شخص آخر متنكّراً بملابس رجال الدين البيضاء كان يبدو وديعاً ويبتسم دون أن تظهر أسنانه، كان يفتّش عن أكلة يأكلها حتّى لو كانت بيد صاحبها!!
ثمّ جذبني صوت آخر جذّاب ورنّان أطرب أذنيّ فتحقّقتُ من مصدره، فإذا شخص يرتدي ملابس ملائكيّة وماسكاً كتاب في يده، وجماهير مصطفّة تسمعه، إلّا أنّ كلماته حرّكت شهواتي الرديئة!!
أخيراً سمعتُ صوتاً قويًّا يقول لي :
أخرج من هذا المكان، فإرتعبتُ وخرجتُ مسرعاً وإذا برجل إستقبلني في الخارج قال لي :
أنا الحكمة، لقد ناديت عليك، تعال لكي أنزع أقنعة هؤلاء وأكشف لك ما يخفون تحت ملابسهم.
وقال لي :
لا تكن كيعقوب الَّذي خدع أبيه إسحق ، وأظهر قوّة يديه بحفلة تنكّريّة!!
بل كن رجلاً صادقاً وإمتلك مواعيد الله في وقتها، فإنّك لا بقوسك ولا بقوّتك تستطيع أن تنال مواعيد الله، بل إستند على الله ونعمته وصدّق مواعيده.
ولا تنخدع بشهوة الجسد وأهرب من خطيئة الزنى، فلماذا تكون كثور يذهب للذبح وكالغبي للقصاص، حتّى يشقّ سهمٌ كبدك؟
كطير يسرع إلى الفخّ ولا يدري أنّه لنفسه ( أمثال ٢٣:٧).
لقد اُصطيد يهوذا بحبال ثامار!!
فكم كان خزيه أمام الناس ( تكوين ٣٨).
إيّاك أن تجلب العار على إسم إلهك، فقد تكلّف ثمن باهظ في فدائك فوق الصليب.
ولا تكن كشاول بن قيس، فكيف تريد أن يكلّمك الله وأنت رفضت كلمته؟ ( ١ صموئيل ٢٨)فمن الحماقة أن تتأكّد من مستقبلك بإستشارة عرّافة ساحرة.
لكن ما إن يفتحوا أفواههم حتّى تجد أنيابهم كأنياب الذئاب، مستعدّة لإفتراسك.
فإيّاك أن تنخدع بتعاليم شهود يهوه وغيرهم من المهرطقين ، بل ليكن لك فكر الله لتعرف من هو قدّيس وبارّ ومن هو نجيس من الفجّار.
ولا تنخدع بمن يقول عن نفسه أنّه نبيّ أو نبيـّة أو رسول من الله فلا تنقاد إلى البدع والضلالات في هذه الأيّام الأخيرة لأنّ الشيطان يغيّر شكله إلى شبه ملاك نور ( ٢ كورنثوس١٣:١١)
أخيراً .. إحذر من أن تستخدم حريّتك المسيحيّة لترتدي أي أقنعة أو ملابس تنكّريّة فهي عباءة لصنع الشر"سترة للشر cloak for vice" ( رسالة بطرس الأولى ١٦:٢)
فعندما تنكشف وتفضح أمام الناس تطأطئي الرأس، وإن لم تنكشف فالله يعرف كل شيء "كل شيء عريان وكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا" ( عبرانيين ١٣:٤)
ربما تقول ألم تتنكّر بزيّ رائد الفضاء ؟؟
نعم لكنّه ليس تنكّر بل هو زيّ كلّ مؤمن لأنّنا نحن أتينا من كوكب إسمه ( كوكب الصبح المنير) ربّنا يسوع المسيح وقريباً جدًّا سيأتي لنكون معه في مداره إلى الأبد، فكُن كرائد الفضاء مظهراً حياة المسيح السماويّ.