قال الربّ للملاك إنزل وإبحث عن أثمن شيء في العالم.
نزل الملاك يفتش عمّا يمكن أن يكون أثمن شيء في العالم.
فرأى جنديًّا شجاعاً يحارب من أجل وطنه، إستمرّ في ميدان المعركة رغم نزف دمه ... فأخذ الملاك قطرة من دم الجنديّ وصعد بها إلى السماء مقدّماً إيّاها للربّ.
إبتسم الربّ للملاك وقال له نعم هذا شيء غالي، ولكنّه ليس أثمن شيء في العالم !
نزل الملاك إلى الأرض مرّة أخرى، باحثاً عن أثمن شيء في العالم، فرأى رجلاً صالحاً، يعمل جاهداً في إرجاع حقوق المظلومين، وإقامة العدل بين الناس، فأخذ قطرة من عرقه، وصعد بها إلى السماء، وقدّمها الى الله، فنظر إليه الربّ بحنان وقال للملاك نعم هذا الشيء غالي ولكنه أيضاً... ليس أثمن شيء في العالم.
عاد الملاك إلى الأرض مرّة أخرى وأخذ يبحث فتره طويلة جداً عن ما هو أثمن شيء في العالم ...
وفي أحد الأيّام رأى إنساناً شريراً، مزمعاً على قتل ونهب أسرة تسكن في كوخ متواضع.
إقترب الرجل الشرّير إلى النافذة، فرأى أماً تعلّم طفلها الصغير كيف يصلّي ... وسمع الرجل صلاة الطفل قائلاً: يا رب نجِّنا من كل شرّ.
تأثّر الرجل بصلاة الطفل وأحسّ بكل شروره ...
وهنا بكى على خطاياه، فرأى الملاك الدمعة وهي تسقط منه، فأسرع وإلتقطها وصعد بها إلى السماء وقدّمها للربّ، فقال له الربّ نعم هذا أثمن شيء في العالم.
"دموع التوبة هي أثمن شيء في العالم لأنّها مفتاح السماء"...