فأخذ سليمان بطّيخة صغيرة كانت أمامه وأعطاها لعبدهقائلاً :
"كُل هذه البطّيخة المُرّة بشرط ألّا يظهر على وجهك أيّ ضيق أو حزن".
فأخذها لقمان من يد سليمان وأكلها، وفي أثناء مضغها إرتسمت إبتسامة جميلة على وجه لقمان، فإندهش سليمان من إبتسامته وقال له :
"هل البطّيخة حلوة يا لقمان؟؟!! ...."
فردّ العبد :
"لا يا سيّدي إنَّها مرّة مرارة الصبر!!"
فقال له سليمان :
"ولماذا إذن تبتسم ؟"
فأجاب العبد :
"أبتسم لأنّي تذكَّرت يّد سيّدي الَّتي قدّمت لي سابقاً حلواً كثيراً !فنسيتُ المرّة الوحيدة الَّتي قدمت لي بطيخة مُرّة ... و لمّا تذكّرتُ ، ضاعت مذاق المرارة فإبتسمتُ ....."
عزيزي القارئ...
هذا عبد سليمان يا أخي و أختي ، أمّا أنا وأنتم فعبيد الله الحيّ و الذي قال لنا :
"لا أعود أسمّيكم عبيداً لأنّ العبد لا يعلم ما يعمله سيّده ، لكنِّي قد سمّيتكم أحبَّـــاء لأنِّي أعلمتكم بكلِّ ما سمعته من أبي".
نحن أحبَّــــاء الله ، وإيماننا بمحبّته ليس أنّه قادر على كلّ شيء، ولا يعسر عليه شيء فقط،بل أبوَّته لنا أن نقبل من يديه كلَّ شيء مهما كان مـــّراً أو صعب.
وقبول المرّ يحتاج إلى تذكّر ... إحسانات الربّ الَّتي تنسينا مرارتنا ، ومرارة الأحداث الَّتي من حولنا ، فإنَّ إحساناته الجديدة في كلّ صباح ... تعلّمنا أنْ نتذكّر خيرات الله في وسط آلامـــنا فنتعزّى بها.