فنحن لا نرمي الخبز بل نعطي العشر حسب ما توصي كلمه الله و هاك القصّة عن بائع الصابون.
كان فتى فقير لا يجيد أي عمل إلّا عمل الصابون.
ذات يومٍ رأى رجلًا كهلًا فحدّثه عن وضعه وحاجته إلى العمل، وبينما كلّمه أنّه لا يجيد غير عمل الصابون فعرض عليه الرجل الكهل أن يطبّق ما يطلبه منه بينما أشار بإصبعه إلى أحد المصانع وهو يقول له لو عملت ما أقوله لك فإنّي أضمن لك أنّك تكون مديرًا لهذا المصنع الَّذي تراه فإسمع يا بُنَيّ ما أمليه عليك.
وافق الفتى بسبب الأسلوب الواثق الَّذي حدَّثه به ذلك الشيخ فقال له الشيخ :
أنت الآن تجني مبلغًا ضئيلاً من المال مقابل ما تنتجه من صنع الصابون، إذا أردت أن تكون غنيًّا ينبغي ان تضع عشر المبلغ القليل الَّذي تنتجه ولن تخسر بل سيتضاعف عملك ومالك أيضًا.
فجثيا معًا وصلَّيا وكان الفتى يعيد كلام الشيخ بالصلاة وهذا ما حدث لقد تضاعف العمل والمال وكان يضع أعشاره للربّ وزاد الحصاد وزادت الأعشار فأصبح يعطي العشرين ثم الثلاثين حتّى أصبح يستغني عن التسعة أعشار ويكتفي بالعشر ليصرفه على بيته ولم ينقص عليه شيء بل عاش كالأمير لأنّه أصبح غنيًّا جدًّا فقد إمتلك ذلك المصنع الَّذي أسماه على إسمه (كولجيت) لأنّ إسمه هو وِليَم كولجيت وفيما بعد صار إبنه يدير المصنع مكانه وإسمه صموئيل كولجيت وشركته اليوم تصدِّر إلى كلِّ أنحاء العالم وذلك يعود لأمانته بالأعشار.
عزيزي القارئ...
"إرمِ خبزك على المياه فإنَّه يعود بعد أيّام"
فنحن لا نرمي خبزنا بل نضع من أموالنا حتَّى لو كانت من حاجاتنا الضروريّة ونحن بملئ الثقة أنّ الله يردّها حتّى لو تأخّر بذلك ليمتحن إيماننا، فالمال للربّ ونحن له والعمل لمجده وبيتنا بيته هو السيّد وهو الكلّ فلن نحتاج شيئًا حتى لو بالظاهر يبدو أنَّنا محتاجين وأي عمل نجعل الربّ شريك به سوف يتبارك.