كان هناك رجل متديّن يعيش في مزرعة مع حفيده الصغير.
وكان الجدّ يصحو كلّ يوم في الصباح الباكر ليجلس و يقرأ الكتاب المقدّس.
وكان حفيده يتمنّى أن يصبح مثله في كلّ شيء.
لذا فقد كان حريصاً على أن يقلّده في كلّ حركة يفعلها وذات يوم سأل الحفيد جده :
يا جدي، إنَّني أحاول أن أقرأ الكتاب المقدّس مثلما تفعل، ولكنّني كلّما حاولت أن أقرأه أجد إنَّني لا أفهم كثيراً منه ، وإذا فهمتُ منه شيئاً فإنّني أنسى ما فهمته بمجرّد أن أغلق الكتاب المقدس!!!! فما فائدة قراءة الكتاب المقدس إذن؟!!!!!
كان الجدّ يضع بعض الفحم في المدفأة ، فتلفَّت بهدوء وترك ما بيده، ثمّ قال :
خُذ سلّة الفحم الخالية هذه ، وإذهب بها إلى النهر ، ثمّ ائتِني بها مليئة بالماء!!!!
ففعل الولد كما طلب منه جدّه، ولكنّه فوجئ بالماء كلّه يتسرّب من السلّة قبل أن يصل إلى البيت.
فإبتسم الجدّ قائلاً له :
"ينبغي عليك أن تُسرع إلى البيت في المرّة القادمة يا بُني"!!!!
فعاود الحفيد الكرَّة، وحاول أن يجري إلى البيت ... ولكن الماء تسرب أيضاً في هذه المرّة!!!
فغضب الولد وقال لجدّه :
إنّه من المستحيل أن آتيك بسلّة من الماء ، والآن سأذهب وأحضر الدلو لكي أملؤه لك ماءً.
فقال الجدّ :
لا ، أنا لم أطلب منك دلواً من الماء، أنا طلبتُ سلّة من الماء... يبدو أنّك لم تبذل جهداً كافياً يا ولدي!!!!
ثمّ خرج الجدّ مع حفيده ليُشرف بنفسه على تنفيذ عمليّة ملء السلّة بالماء!!!
كان الحفيد موقناً بأنَّها عمليَّة مستحيلة؛ ولكنَّه أراد أن يُري جدّه بالتجربة العمليّة ،فملأ السلَّة ماء ،ثمّ جرى بأقصى سرعة إلى جدهّ ليريه ، وهو يلهث قائلاً :
أرأيت؟ "لا فائدة" !!!
فنظر الجدّ إليه قائلاً :
أتظنّ أنّه لا فائدة ممّا فعلت......؟!!!! تعال وأنظر إلى السلّة.
فنظر الولد إلى السلّة ، وأدرك – للمرّة الأولى أنّها أصبحت مختلفة!!!!
لقد تحوّلت السلّة المتَّسخة بسبب الفحم إلى سلَّة نظيفة تماماً من الخارج والداخل!!!
فلمَّا رأى الجدّ الولد مندهشاً ، قال له :
هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ الكتاب المقدّس ..... قد لا تفهم بعضه، وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من آياته ..... ولكنَّك حين تقرأه سوف تتغيّر للأفضل من الداخل والخارج ، تماماً مثل هذه السلّة!!!!