مرّة إكتشف زوجين أنّ إبنهما قد كذب عليهما ولم يذهب للمدرسة ثلاثة أيّام متتالية وإنكشف أمره عن طريق المدرّس.
فغضب الوالدان بسبب كذب إبنهما أكثر من غضبهما بسبب غيابه عن المدرسة.
فصلّيا معاً لكي يرشدهما الله ماذا يفعلان معه ويعاقباه بطريقة غير معتادة وقرّروا أن يكون عقابه بأن يصعد للغرفة الَّتي فوق السطح ويجلس بها ثلاثة أيّام.
فذهب الإبن لهذه الغرفة المظلمة وكانت ليلة طويلة عليه ولكنّها كانت أيضاً طويلة على والديه فلم يستطيعوا أن يناموا أو يأكلوا بسبب التفكير في إبنهم الَّذي ينام وحيداً بمفرده فوق السطح.
وبعد معاناة طول الليل حمل الأب مخدّته وغطائه وصعد للغرفة التي فوق السطح فوجد إبنه صاحي والدموع في عينيه.
فقال له الأب : لا أستطيع ان أعفيك من العقوبة حتّى تدرك ما فعلته ولكن أنا وأمّك لا نحتمل بقائك بمفردك ولذلك سأقوم بمشاركتك عقوبة كذبك ونام الأب بجوار إبنه وإشترك الإثنان في تحمّل العقاب لمدّة ثلاث ليالي.
أخي.. أختي...
يا لها من قصّة تذكّرنا بما فعله الربّ من أجلنا من ألفي عام ويا له من قلب وحب كبير الربّ يعطينا رجاء حتّى في حالة خطيئتنا لا يتركنا أبداً يقف جانباً ويساندنا ويمسك بيده الحانية لنتشدّد بها كما فعل مع بطرس عندما أمره أن يمشي على المياه، عندما أحسّ بأنّ بطرس سيغرق أعطاه يده ليمسك بها وتكون له طوق نجاة.
والإنسان هو فعل الخطيئة لكنّ الربّ الحنون السماويّ أخذ العقاب مع أنّه كامل ولا يخطىء في شيء لكنّه عانى عذاب الصليب هو صُلِبَ وقُبِرَ وقَامَ.
لا تنسوا الربّ معكم مهما كانت حالتكم حتّى لو تصورتم أنّ هذه الأشياء التي تحدث في حياتكم هي عقاب من الربّ على خطيئتكم فالربّ يجرح ويعصب يكسر ويجبر. "لأنه هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة.