ما إن أخذت الأم الرسالة حتّى قاومت دموعها وهي تقرأ الرسالة لطفلها بصوتٍ عالٍ:
- إنّ إبنكِ هذا عبقريّ جدًّا جدًّا والمدرسة التي يوجد فيها هي صغيرة عليه... وعلى قدراته الكبيرة هذه، عليكِ أن تعلّميه أنتِ في المنزل!
مرّت السنوات ورقدت والدة الطفل أديسون والَّذي تحوّل بعدها إلى أكبر مخترع في تاريخ البشريّة.
وفي أحد الأيّام وبينما هو يقوم بالبحث في خزانة أمّه، عثر على رسالة كان نصّها :
- إنّ إبنك هذا غبي جداً، فمن صباح يوم غد لن ندخله المدرسة لأنّه غبي.
فبكى أديسون كثيراً وبعدها كتب في دفتر مذكّراته كلمته المشهورة :
- إنّ أديسون كان طفلاً غبياً ولكن بفضل والدته الرائعة قد تحوّل لعبقريّ..
والدتي هي من صنعتني، لقد كانت واثقة بي؛ حينها شعرتُ بأنّ لحياتي هدف، وشخص لا يمكنني خذلانه.
قال شاعر النيل حافظ إبراهيم :
"الأم مدرسة إذا أعددتها آعددت شعباً طيّب الأعراق".
تناول فيها مكانة وقيمة الأم في التربية والتنشئة والحفاظ على التماسك .. فإنّ وحدة المجتمع تعود إلى التربية التي تقوم بها الأم لأبنائها، ولا يعزو التخلّف لدى بعض المجتمعات إلّا عندما تهان ويقلّل من مكانتها وشأنها، فتخفق في واجب تربيتها لأبنائها.