إذ كان الطفل الصغير يتصفّح أطلس العالم شدّ إنتباهه وجود ما يُسمّى بالبحر الميت، فسأل والده:
"لماذا مات البحر الميت؟ من الذي قتله؟"
إبتسم الأب وقال لإبنه :
"يقع البحر الميت في منخفض تصبّ فيه الأمطار والأنهار، ولا يستطيع تصريف مياهه، فزادت فيه الأملاح وتركّزت مياهه المعدنيّة فقتلت فيه الحياة.. لم يستطع السمك أن يعيش فيه، ولا الإنسان أن يشرب منه.. هكذا قتلته الأنانيّة، فإنّه يأخذ ولا يُعطي."
لهذا يقول السيّد المسيح :
"مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع ٣٥:٢٠)
" حقًّا إنّ من يفرّق للغير يزداد، ومن يمسك بالشح يفتقر".
(أم ٢٤:١١)
هب لي أن أُسرّ بالعطاء لا بالأخذ.
أحملك في داخلي، فأشتهي أن أقدّم حتَّى ذاتي لكل أحد!
حلولك في داخلي يُشبعني، فلا أشتهي شيئًا من أحد، بل أطلب أن أعطي بسخاء كسيّدي!