HTML مخصص
في تشامخ وقف الأسد في مؤتمر للحيوانات يُعلن أنّه ملك الحيوانات، وأنّه غالب كل الكائنات : الحيوانات والطيور والحشرات، حتّى الإنسان.
إغتاظت بعوضة كانت عابرة في طريقها بالمؤتمر، وقالت له :
"العالم كلّه يعلم أنّك قويّ في جسمك، قادر أن تغلب الكثيرين، لكن إعلم أنّ لكل كائن قدرته الَّتي يمتاز بها عن غيره".
قال الأسد :
"من أنتِ أيّتها البعوضة حتَّى تنصحيني، أنتِ أصغر من أن تتحدّثي معي!"
قالت البعوضة :
"خف ولا تتكبّر يا ملك الوحوش".
في سخرية قال الأسد :
"ممّن أخاف؟"
أجابت البعوضة :
"خف من قلبك المتكبّر لئلّا تسقط!"
قال الأسد :
"لن أخاف فإنّي ملك قوي".
طارت البعوضة نحو الأسد، ووقفت على أنفه، ولدغته، وبسرعة طارت، فزأر الأسد وبدأ يحكّ أنفه بقدميه الأماميّتين.
بين الحين والآخر صارت تلدغه في أماكن مختلفة، فصار كالألعوبة بين كل الحيوانات، ولم تقدر قوّته أن تنقذه من لدغات البعوضة.
هكذا إستصغر الأسد بعوضة فأفقدته إتّزانه وكرامته وقدرته.
وبعنكبوت ضعيف فقدت البعوضة كل حياتها.
لهذا يحذرنا سليمان الحكيم من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم.