كان اليوم آخر أيّام السنة والثلج يتساقط بغزارة والناس يبتاعون لوازمهم من الأطعمة الشهيّة والحلويات والهدايا الجميلة الَّتي تتزيّن بها واجهات المحال التجاريّة الَّتي وقفت بجانبها فتاة صغيرة لباسها فقير وتسير حافية القدمين وهي تحمل في مريولها علب كبريت لتبيعها وتشتري الطعام لوالديها المريضين في البيت.
وبينما تشاهد اللحوم المشويّة تخيّلت أنّها جالسة على مائدة غنيّة بالطعام وقالب حلوى كبير، وفجأة إنفتح باب المحل وصرخ البائع في وجهها ليطردها من المكان.
فإزداد إحساسها بالبرد ولجأت إلى زاوية وأوقدت عود كبريت لتستدفئ.
أحسّت بإنتشار النور وشاهدت مدفأة فأحسّت بالحرارة وعندما إقتربت منها إختفت المدفأة، فعادت البائعة إلى الظلمة والبرد.
ثمّ أشعلت عوداً آخر وهي تحلم أن تشاهد شجرة عيد محمّلة بالزينة والأضواء البرّاقة والهدايا الملفوفة من حولها.
غير أنَّ الصورة إختفت كغيرها.
ثمّ أشعلت الفتاة قشّة أخرى فظهرت لها جدّتها الَّتي كانت تحبّها قائلة :
أنا اعرف أنَّكِ ستختفين مع إنطفاء النور لكنّي أرجوكِ يا جدّتي أن لا تتركيني وحيدة ، فمدّت الجدّة ذراعيها الدافئتين وضمّت حفيدتها الحبيبة الَّتي شعرت بالأمان وكأن ذراعي جدّتها تحملها نحو السماء، نحو السعادة الحقيقيّة.
في صباح اليوم التالي، أوّل أيّام السنة وُجدت طفلة صغيرة تبيع الكبريت على زاوية طريق، كان جسدها بارداً ورغم إحمرار وتورّم قدميها من الثلج فإنّ شفتاها تبتسم إبتسامة حلوة.