تـــأمّــــل عــــــــــــــــــن القيامـــــــــــة الثانيـــــــــة و الدينونــــــــة
تـــأمّــــل عــــــــــــــــــن القيامـــــــــــة الثانيـــــــــة و الدينونــــــــة
09 May
09May
نجد أنّ السيّد المسيح له كل مجد وكرامة بإستعلان نفسه بقوله :
أنا هو القيامة والحياة لا يلغى القيامة العتيدة ولا الدينونة القادمة ... فلقد قالها صراحة وبوضوح ’’وهذه هى مشيئة الأب الذى أرسلني أن كل ما أعطاني لا أتلف منه شيئاً بل أقيمه فى اليوم الأخير."
+ لأنّ هذه مشيئة الَّذي أرسلني أنّ كل من يرى الإبن ويؤمن به تكون له حياة أبديّة وأنا أقيمه فى اليوم فى اليوم الأخير ’’ (يو ٦ : ٣٩ ـ ٤٠)
+ وقال أيضاً : ’’هكذا يكون في إنقضاء العالم يخرج الملائكة ويفرزون الأشرار من بين الأبرار ويطرحونهم فى أتون النار هناك يكون البكاء وصرير الأسنان’’ (مت ١٣ : ٤٩ ـ ٥٠)
+ وأمّا عن الأبرار فيقول : ’’ حينئذ يضىء الأبرار كالشمس فى ملكوت أبيهم ’’ (مت ١٣ : ٤٣)
+ والقدّيس يهوذا يقول : هوذا قد جاء الربّ في ربوات قدّيسيه ليصنع دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجارهم (يه ١٥).
+ فالقيامة الثانية أتية لا ريب فيها إلّا أنّه هناك فرق بين القيامة الأولى الَّتي وهبها السيّد المسيح فى الحاضر للمؤمنين إذ كلّ من آمن بها وإعتمد خلص وتمتع ببركات ونعم القيامة والحياة الأبديّة بالإيمان لا بالعيان ذلك بسبب إنحصارنا في الجسد.
+ أمّا القيامة العتيدة الثانية إذ قد تحرّرنا من الجسد ولبسنا جسماً سماويًّا بدلاً من الجسم الترابي وصرنا بالروح فعنئذ نرى المسيح الإله الحق كما هو في ملء إستعلانه الإلهيّ ويشرح لنا هذه الحقيقة الإيمانيّة اللاهوتيّة القدّيس يوحنّا الحبيب فيقول ’’الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سيكون."
+ لكن نعلم أنه اذا أظهر ( فى القيامة الثانية) نكون مثله لأننا سنراه كما هو (١ يو ٣ : ٢).
+ أمّا الدينونة القادمة فتشمل فقط الأشرار إذ لا شيء من الدينونة الأكآن على الَّذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. (رو ٨ : ١)
+ فالأشرار يوم الدينونة العظيمة يخفون أنفسهم فى المغائر وصخور الجبال وهم يقولون للجبال والصخور أسقطي علينا وأخفينا من وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف (رؤ ٦: ١٥ ـ ١٧)
ويقول لنا أيضاً الربّ يسوع في هذا اليوم هذه الكلمات : " حيــاة القيـــامة" قومي إستنيري لأنّه قد جاء نورك, ومجد الربّ أشرق عليك"
+ إنّ الدعوة الَّتي أدعوها ـ في يومي هذا ـ لجميـع الَّذين يحبّـونني هي : أن يقومـوا ويتحـرّروا من رباطات الأرض، وأن يتخلّصوا من الخطيئة ، ومن الكسل، ومن الكآبة ، والإرتياب ، والخوف ، ومن كل ما يعوق حياة القيامة ، وأن ينهضـوا ويقوموا إلى جمال القيامة البهيّ ، وإلى حياة القداسة والفرح والسلام ، وإلى العمل المفعم بالحب والبهجة ؛ لكي يقوموا من الموت إلى الحياة.
+ تذكّروا أنْ الموت كان هو آخر عدوّ أبطلته ؛ لذا فإنّه بموتي كَمُلَ إنتصاري ... ولم يعد أمامكم شيء تخافونه ؛ حتّى الخطيئة أيضًا تُهزم وتُغفر، مادمتم تعيشون وتتحرّكون وتعملون معي.
+ إنّ الأمور الَّتي تحزنكم، وكل ما يخيفكم، لا تقدر أن تؤذيكم؛ فهي كلَّها ليست سـوى سراب.
+ أمّا القوَى الحقيقيّة فقد غلبتُها في البريّة، في جتسيمانى، على الصليب، وفي القبر.
+ لا تسمحوا لشيء أن يُعوِّق حياتكم المقامة، فخادمي بولس يقول : "قد قمتم مع المسيح".
فإجتهدوا أن تتعرّفوا أكثر فأكثر على حياة القيامة.
+ إنّها حياة النصرة، وهي تلك الَّتي قيل عنها حقًا : "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فِيَّ".
+ أمّا الخوف والقنوط والدموع، فهي تأتي عندما تقفون أمام القبر الفارغ ، وتقولون : "لقد أخذوا سيّدي ولا أعلم أين وضعوه".
+ إنهضـوا من مخاوفكم ، وأخرجوا إلى نور الشمس؛ لكي تتقابلوا معي، أنا ربّكم المقام.
+ إنّ كلَّ يوم من أيّامكم، سـوف يحمل لكم الكثير من الأمور الَّتي ينبغي أن تواجهوها، إمّا بروح القبر، أو بروح القيامة.