أحبّائي صدّقـوني الحياة قصيرة جداً أقصر ممّا نتصوّر ...
إيّاك أن تنخدع من مباهجها ... أو إغراءاتها ... أنت موجود لكي تحقّق ملكوت الله على الأرض ...
كُن أميناً في كلّ ما تمتدّ إليه يداك ... أميناً في أفكارك عندما تخلو إلى نفسك ... وتأكّد أنّ الله أعطاك اليوم فرصة أخرى لكي تعرفه ... فعندما تعرفه معرفة حقيقيّة سوف تحبّه ... وإن أحببته حتماً ستخدمه.
نحن لا نعرف متى سيأتي يسوع أو متي سنذهب نحن إليه ... فلا تدع شوك العالم وصخره يخنق الكلمة فيك ... كُن مستعدًّا واحسب أنّ الله خلاصاً.
وكما قال الحكيم كل ما تجده يدك فإفعله بكلّ قوّتك لأنّه ليس من عمل ، أو إختراع ، أو حكمة في الهاوية التي أنت ذاهب إليها ... فحياتنا في الجسد هي ثمر أعمالنا ... فلنثمر في ملكوت الله حتي يتمجّد الآب والإبن في حياتنا.
أحبائي...
في هذا الصوم الكبير.. لنهيِّئ قلوبناً ونضـع إتِّكلنـا علـى الله ونقـول :
+ لقد آمنت بك يا ربّ فزدني إيماناً ... وعليك إتَّكلت يا إلهي فزدني إتكالاً ... وإنّي أحبّك يا ربّ فزد حبّي إضطراماً ... وها إنّ نفسي نادمة على آثامها فزدها ندامة.
+ أرشدني يا ربّ بحكمتك أضبطني بعدلك ... عزّني برحمتك إسترني بقدرتك ... إنِّي أريد يا ربّ كلّ ما تريده وما دمت تريده ولأنّك تريده.
+ إجعلني يا ربّ حاراً في صلاتي ... قنوعاً في مأكلي أميناً في وظيفتي ... ثابتاً في مقاصدي ... صيّرني يا ربّ أنيساً في معاشرتي ... مؤدّباً في تصرّفي عفيفاً في حديثي ... مستقيماً فـي سيـرتـي.
+ فها أنا يا ربّ أقدّم لك أفكاري وأقوالي وأفعالي ... فإجعلني أفتكر فيك وأتكلّم عنك وأشتغل لك وأتعب من أجلك.
+ إملأ يا ربّ قلبي من المحبّة لك ومن البغض لي ولرذائلي ... ومن الرحمة لقريبي ومن الإزدراء لكل شيء عالميّ.
+ إجعلني يا ربّ أنتصر على اللذة بالأمانة ... وعلى البخل بالصدقة وعلى الغضب بالوداعة وعلى الفتور بالحرارة ... صيّرني يا ربّ رصيناً في أموري ... شجاعاً في مخاطري ... صبوراً في شدائدي متواضعاً في نجاحي.
+ أنِر يا ربّ عقلي وأضرم إرادتي ... وطهّر جسدي وقدّس نفسي ... عرّفني يا رب ما أحقر الأرض وما أعظم السماء ... ما أقصر الزمان وما أطول الأبديّة.
+ أنعم عليّ يا ربّ أن أستعدّ للموت ... وأخاف من الدينونة .... وأنجو من جهنّم وأنال السماء لأمجّــــــدكَ.