نلتمس من غبطة أبينا البطريرك الراعي أن يدعو للإجتماع معه ومع السادة المطارنة في بكركي، أصحاب الفكر الحرّ والإختصاص الرّؤيويّين والناشطين السّياسيّين المُستقلّين أي غير الحزبيّين، والذين لا يتأثّرون بآراء ومواقف قادة الأحزاب غير الموضوعيّة وغير المتجرّدة، إذ كلّ حزبيّ يدافع عن "زعيمه" حتى ولو كان مخطئاً و"يخبّص" في السّياسة وينتمي أو ينحاز لهذا المحور الإقليميّ - الدوليّ أو ذاك، وبالتالي يخضع لأجندته ولإملاءاته، إذ Qui donne ordonne، ومن شأن هكذا اجتماع أن يتكرّر في بكركي، ويصير متّبعاً دوريّاً لوضع الخطط والاستراتيجيّات القابلة للتنفيذ، وفقاً للأولويات، وللحاجات السّياسيّة والاقتصاديّة المُلحّة والطّارئة، لا سيّما في هذا الظرف الدّقيق من تاريخنا، حيث تتخبّط سفينتنا في بحر التغييرات الإقليميّة والدّوليّة الهائج، والتي تتقاذفها أمواج المؤامرات الشرسة والتي تستهدف الحضور المسيحي في الشرق وخصوصاً في لبنان.
سأظلّ أجاهد لتأليف الإنتيليجانسيا المارونيّة.. لخدمة لبنان إنطلاقاً من الكنيسة الأم، سفينة الخلاص، التي رايتها الصليب وقائدها وربّانها يسوع المسيح ربّنا وإلهنا ومخلّصنا..
وهو له المجد، ترك لنا المعزّي البارقليط لكي لا يتركنا يتامى، ونحن نستلهمه، نستقوي به ونعمل بوحيه لخلاص نفوسنا وخلاص وطننا لبنان الرسالة، "وقف الله"، أرض القديسين والذي سيتحوّل منارة أقداس بحسب ما كان يكرّر مرشدنا أبونا "القدّيس" صليبا القزح الذي هو أيضاً يرشدنا من عليائه ويرافقنا بصلاته، يحرسنا ويعمل من الوطن السّماوي لخلاص وطنه الأرضي!
لن نهنأ ونطمئن ونستبشر خيراً إلّا بإعلان حالة طوارئ روحيّة - وطنيّة من بكركي مرجعنا بل قلعتنا وحصصنا الحصين.. وعلى النّحو الذي أقترحُه، بكل محبة وتواضع وإيمان وثقة، بهدف السّير على طريق الإنقاذ الذي نريده جميعاً.. حتى الوصول إلى الهدف المنشود!
والله الذي نعلن له: لتكن مشيئتك! يجيبنا: لتكن مشيئتكم !
هل أجمل وأعظم وأقدس ؟!
/سيمون حبيب صفير/