لم يكن الرسول بولس مرتاحاً لا يعاني من أي ضيقة، بل على العكس كتب إلى أهل كورنتوس قائلاً :
"فَمِنَ الضِّيقِ الشَّدِيد، وكآبَةِ القَلْب، كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِدُمُوعٍ غَزِيرَة..."
مع ذلك بقي رسولاً وخادماً أميناً ونشيطاً للربّ ومصدر رجاء وفرح لا يوصف للمؤمنين!
ونحن كذلك اليوم، نئنّ ونتوجّع من ضيقات كثيرة، فالأفق مسدود ولا أمل لنا بحلّ قريب ينتشلنا من عذاباتنا، إلّا أنّنا لا نيأس ويبقى رجاؤنا ثابتاً بالَّذي أحبّنا، ومات وقام من أجلنا!
لأنّه ولا مرّة خذلنا، ولا مرّة لم يشبعنا ويلبّي حاجاتنا، بل أفاض علينا من خيراته وأكثر من ذلك، أشبعنا ويشبعنا بخبزه الجوهريّ، جسده ودمه المقدّسين في الإفخارستيّا!
لأنّ جسده مأكل حقيقيّ ودمه مشرب حقيقيّ، ترياق الخلود ودواء عدم الفساد، لكي نحيا في يسوع المسيح على الدوام!
"فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ"
(يو٦: ٥٣، ٥٤)
حقًّا !
/جيزل فرح طربيه/