رغم تنكرنا المتكرّر والمبرمج للرب يسوع..
رغم بغضنا الممنهج له.. رغم ذلك فهو يحبنا، ويقدم لنا غفرانا كاملا دون أية مطالبة، دون أية دينونة..في جوهر كل منا بعض من يهوذا الاسخريوطي، بعض من الخيانة وسعي مستميت الى الهلاك، لكن الرب يظهر لنا محبة لا وصف لها في أحلك ساعات ضعفنا وتمردنا..في جوهر كل منا بعض من نكران بطرس، يصل بنا الى هاوية الحياة،الى الحضيض، الى اليأس والقرف من كل شيء.. لكن الرب يسوع يرسل لنا اشعاعا جديدا مجيدا يرسم لنا البدايات الجديدة والمجيدة.. يرسل لكل منا ديك يصيح يبشر نفوسنا السالكة في الظلمة بأن شمس نهار جديد ستشرق لتحول "بكاءنا المرير" الى فرح لا وصف له..
في جوهر كل منا بعض من شكوك "توما" بعض من القلب المنكسر والمنسحق ولكن الرب يسوع لا يعاتبنا ولا يحتقرنا ولا يخذلنا.. هو دائم الاستعداد إلى دعوة كل منا باسمه: "تعال وضع اصبعك في جرحي وكن مؤمنا لا غير مؤمن".. هو دائم الاستعداد ليزورنا في سجن أنانيتنا، ليفك قيود خطيئتنا، لنستعيد شراكة الحب معه، يزورنا فور دعوتنا له ماشيا على أمواج بحورنا مهما كانت عالية، مهدئا رياح مشاكلنا مهما كانت عاتية، داعسا على كل نوع مرض، متسللاً بهدوء الى عمق حياتنا حتى لو كنا في الموت.. في الجحيم.. ليعيد لنا فرحة العيد.. نعم لا يهمه أن يصعد الى أي عيد.. الا الى أعيادنا الشخصية.. ولا يهمه أن يُظهر نفسه للناس بل لمن يُحبّه ويعمل بكلامه... ولا يهمّه أن يصعد إلى العيد مع إخوته وهم لا يؤمنون به بل مع من يؤمن به ولو كان من أقاصي الأرض..
أيها الرب يسوع لا شيء يفصلني عن حبك.. لا شدة ولا ضيق.. لا جوع ولا عري.. لا خطر ولا سيف ولا موت.. سأكون عند حسن ظنك وبحسب ارادتك سأنتصر بك ومعك.. فما من حياة أو ملائكة، أو رؤساء، أو قوات، ولا أمور حاضرة أو مستقبلية.. لا علو ولا عمق ولا أية خليقة تقدر أن تفصلني عن حبك.. ساعدني أن أقود نفسي وعائلتي ورعيتي اليك.. ساعدني أن أعيش فقط تحت ظل جناحيك.. آميـــــــن.
صوم مبارك
/الخوري كامل كامل/