كم مرّة إشتكيت منك يا ربّ وإتّهمتك بأفظع الإتّهامات كأنّك ألدّ أعدائي؟
إذا مررت بضيقة أعاتبك عتاباً مرًّا لأنّك تهملني ولا تهتمّ لأمري!
إذا حملت صليبي أتذمر وأصرخ إليك:
إلى متى يا رب؟ إلى متى؟
إذا عيّرني أعدائي وإضطهدوني أنسى أنهم عيّروك وإضطهدوك من قبلي!
إذا جعت إذا عطشت إذا إفتقرت إذا تعبت... أشتكي مع أنّك جعت وعطشت وإفتقرت وتعبت من أجلي!
إذا ضعفتُ ومرضتُ وتألّمتُ أنسى أنك تكبدت آلاماً مبرحة مسمّراً على خشبة الصليب!
ما الذي أقاسيه ولم تقاسيه؟
ما الذي يصيبني ولا يصيبك؟
أغفر لي يا إلهي إنّ فهمي بليد وقلبي غليظ ، لا أفقه عمق حكمتك ولا سرّ محبتك.
أليست مشيئتك تقديسي؟
"عرفت بأن قد تعثّر دربي، فجِئتَ إليَّ تقود خطايْ وتَعرِفُ أني بحبك ربي، أهيمُ كصبٍ وفيك هواي، وليس لدربي سواك رفيقٌ يا ألله يا ألله!"
يا فرحي!
/جيزل فرح طربيه/