حيث تكثر العلامات والشهادات، يقلّ استحقاق الإيمان... لذلك لا يجترح الله الأعمال العجيبة إلاّ متى كانت ضروريّة جدًّا لحثّ الناس على الإيمان.
لذلك، ولئلاّ يُحرم تلاميذه من استحقاق الإيمان فيما لو اختبروا بأنفسهم حدث قيامته قبل ظهوره لهم، رتّب الربّ يسوع الأمور لكي يؤمنوا من دون أن يروه بنفسه.
فقد أظهر لمريم المجدليّة أوّلاً القبر الفارغ، ثمّ أعلمها من خلال الملائكة، لأنّ "الإِيمان إِذًا مِنَ السَّماع"، كما قال القدّيس بولس (راجع رو ١٠: ١٧).
فأراد أن تؤمن بالسَّماع قبل أن ترى؛ وعندما رأته، كان بشكل بستاني، وذلك لكي ينجز تعليمها بالإيمان.
أمّا بالنسبة إلى التلاميذ، فإنّه أرسل إليهم أوّلاً النسوة القدّيسات لتقلن لهم إنّه قام من بين الأموات.
وجعل قلْبَيّ تلميذيّ عمّاوس متّقدًا بالإيمان قبل أن يكشف عن ذاته لهما (راجع لو ٢٤: ٣٢).
ثمّ وبّخ كلّ تلاميذه لعدم إيمانهم.
أمّا بالنسبة إلى توما الذي أراد أن يلمس جروحاته، فقال له:
"أَلِأَنَّكَ رَأَيتَني آمَنتَ؟ طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا"
(يو ٢٠: ٢٩)
القدّيس يوحنّا الصليب (١٥٤٢ - ١٥٩١)، راهب كرمليّ وملفان الكنيسة.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/